فالأول : نجوت الجلد أنجوه - والجلد نجا - إذا كشطته . وقال :
فقلت انجوا عنها نجا الجلد إنه سيرضيكما منها سنام وغاربه
ويقولون : هو في أرض نجاة : يستنجى من شجرها العصي . يقال للغصون النجا . الواحدة نجاة ، وأنجني عصا . ونجا الإنسان ينجو نجاة ، ونجاء في السرعة ; وهو معنى الذهاب والانكشاف من المكان . وناقة ناجية ونجاة : سريعة . ومن الباب وهو محمول على ما ذكرناه من النجاء : النجاة والنجوة من الأرض ، وهي التي لا يعلوها سيل . قال :[ ص: 398 ]
فمن بنجوته كمن بعقوته والمستكن كمن يمشي بقرواح
وقولهم : بيني وبينهم نجاوة من الأرض ، أي سعة ، من الباب ; لأنه مكان يسرع فيه وينجى . وفي الحديث : " إذا سافرتم في الجدب فاستنجوا " ، يريد لا تبطئوا في السير ، ولكن انكشفوا ومروا .
ومن الباب النجو : السحاب ، والجمع النجاء ; وهو من انكشافه لأنه لا يثبت . قال : أنجت السحابة : ولت . وقولهم : استنجى فلان ، قالوا هو من النجوة ، كأن الإنسان إذا أراد قضاء حاجته أتى نجوة من الأرض تستره ، فقيل لمن أراد ذلك استنجى ، كما قالوا : تغوط ، أي أتى غائطا . ابن السكيت
ومن الباب نجوت فلانا : استنكهته ، كأنك أردت استكشاف حال فيه . قال :
نجوت مجالدا فوجدت فيه كريح الكلب مات حديث عهد
إذا ما القوم كانوا أنجيه
يقول : نام القوم وحلموا في نومهم فكأنهم يناجون أهليهم في النوم ونجوته : ناجيته . وانتجيته : اختصصته بمناجاتي . قال :فبت أنجو بها نفسا تكلفني ما لا يهم به الجثامة الورع