خامسا: العلماء بمنزلة الأنبياء:
يشبه الجويني مكانة العالم في المجتمع بمكانة النبي في أمته، معتبرا أن ملك الزمان مع العالم، كالملك في زمن النبي، فكما أن الملك في عصر النبي مأمور باتباع النبي، والانتهاء إلى ما ينهيه إليه النبي، فإنه إن "لم يكن في العصر نبي، فالعلماء ورثة الشريعة، والقائمون في إنهائها مقام الأنبياء". ويشير الجويني إلى نكتة لطيفة، وهي أن نسخ أحكام الشريعة لا تكون إلا في زمان وجود [ ص: 117 ] النبي، أما في زمان العلماء فإن تغيير اجتهاداتهم جراء ما يطرأ من معطيات جديدة يكون بمثابة نسخ لأحكامهم السابقة، وتقرير لأحكام تكون أوفى بحاجات عصرهم. ويعبر عن هذه اللطيفة بقوله: "فتصير خواطرهم في أحكام الله تعالى حالة محل ما يتبدل من قضايا أوامر الله تعالى بالنسخ" [1] .