الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال ( وإذا تخللت الخمر حلت سواء صارت [ ص: 107 ] خلا بنفسها أو بشيء يطرح فيها ، ولا يكره تخليلها ) وقال الشافعي : يكره التخليل ولا يحل الخل الحاصل به إن كان التخليل بإلقاء شيء فيه قولا واحدا ، وإن كان بغير إلقاء شيء فيه فله في الخل الحاصل به قولان

له أن في التخليل اقترابا من الخمر على وجه التمول ، والأمر بالاجتناب ينافيه

ولنا قوله صلى الله عليه وسلم { نعم الإدام الخل } من غير فصل ، وقوله عليه الصلاة والسلام { خير خلكم خل خمركم } ولأن بالتخليل يزول الوصف المفسد وتثبت صفة الصلاح من حيث تسكين الصفراء وكسر الشهوة ، والتغذي به والإصلاح مباح ، وكذا الصالح للمصالح اعتبارا بالمتخلل بنفسه وبالدباغ والاقتراب لإعدام الفساد فأشبه الإراقة ، والتخليل أولى لما فيه من إحراز مال يصير حلالا في الثاني فيختاره من ابتلي به ، وإذا صار الخمر خلا يطهر ما يوازيها من الإناء ، فأما أعلاه وهو الذي نقص منه الخمر قيل يطهر تبعا

وقيل لا يطهر ; لأنه خمر يابس إلا إذا غسل بالخل فيتخلل من ساعته فيطهر ، وكذا إذا صب فيه الخمر ثم ملئ خلا يطهر في الحال على ما قالوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية