الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال ( وللمرتهن أن يحفظ الرهن بنفسه وزوجته وولده وخادمه الذي في عياله ) قال رضي الله عنه : معناه أن يكون الولد في عياله أيضا ، وهذا ; لأن عينه أمانة في يده فصار كالوديعة ( وإن حفظه بغير من في عياله أو أودعه ضمن ) وهل يضمن الثاني فهو على الخلاف ، وقد بينا جميع ذلك بدلائله في الوديعة ( وإذا تعدى المرتهن في الرهن ضمنه ضمان الغصب بجميع قيمته ) ; لأن الزيادة على مقدار الدين أمانة ، والأمانات تضمن بالتعدي ( ولو رهنه خاتما فجعله في خنصره فهو ضامن ) ; لأنه متعد بالاستعمال ; لأنه غير مأذون فيه ، وإنما الإذن بالحفظ واليمنى واليسرى في ذلك سواء ; لأن العادة فيه مختلفة ( ولو جعله في بقية الأصابع كان رهنا بما فيه ) ; لأنه لا يلبس كذلك عادة فكان من باب الحفظ ، وكذا الطيلسان إن لبسه لبسا معتادا ضمن ، [ ص: 151 ] وإن وضعه على عاتقه لم يضمن ( ولو رهنه سيفين أو ثلاثة فتقلدها لم يضمن في الثلاثة وضمن في السيفين ) ; لأن العادة جرت بين الشجعان بتقلد السيفين في الحرب ولم تجر بتقلد الثلاثة ، وإن لبس خاتما فوق خاتم ، إن كان هو ممن يتجمل بلبس خاتمين ضمن ، وإن كان لا يتجمل بذلك فهو حافظ فلا يضمن

التالي السابق


الخدمات العلمية