فصل لكيلا جاء من ذا الباب في الحج والحديد والأحزاب
ثان وعن خلف بآل عمران وباتفاق ويكأن الحرفان
أما الثلاثة المتفق على وصلها فهي: لكيلا يعلم من بعد علم شيئا في "الحج"، و: "لكيلا تأسوا على ما فاتكم " في "الحديد"، و: لكيلا يكون عليك حرج ، في "الأحزاب"، وهو الثاني فيها، واحترز بالثاني عن الأول فيها وهو: لكي لا يكون على المؤمنين حرج .
وأما الموضع المختلف فيه فهو: لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ، في "آل عمران"، وظاهر كلام الناظم أن شيوخ النقل كلهم ذكروا فيه الخلاف مع أن [ ص: 231 ] لم يحك في: "العقيلة"، خلافا في وصله، والعمل عندنا في هذا الموضوع على الوصل، وفهم من تعيين الناظم هذه المواضع الأربعة للوصل أن ما عداها مقطوع باتفاق، وهو ثلاثة مواضع: الشاطبي لكي لا يكون على المؤمنين حرج ، وهو الأول في "الأحزاب" المحترز عنه فيما تقدم: و: لكي لا يعلم بعد علم شيئا في "النحل": و: " كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم " في "الحشر"، ثم أخبر في الشطر الأخير من البيت الثاني مع الإطلاق أيضا باتفاق المصاحف على وصل كلمتي: "ويكأن"، وهما في القصص: ويكأن الله يبسط ، ويكأنه لا يفلح الكافرون ، ووي: اسم فعل عند الخليل وسيبويه "كصه"، ومعناه أعجب، والكاف التي بعد الياء هي كاف التشبيه في الأصل دخلت على "أن" إلا أنها جردت هنا من التشبيه، وصار مجموع كأن للتحقيق، ومراد الناظم بالوصل في "ويكأن" وصل الياء بالكاف; لأنه هو الذي يحتاج للتنبيه عليه؛ لعدم مجيئه على الأصل الذي هو القطع.
وأما وصل الكاف "بأن"، فإنه لا يحتاج إلى التنبيه عليه لمجيئه على الأصل في الحرف الإفرادي، وقوله: ثان خبر مبتدأ محذوف، أي: ، وهو ثان، والباء في قوله ب: "آل عمران" بمعنى "في"، وقوله: الحرفان معناه الكلمتان.