ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون .
[87] ولقد آتينا أعطينا.
موسى الكتاب التوراة جملة واحدة.
وقفينا أتبعنا.
من بعده بالرسل رسولا بعد رسول.
وآتينا عيسى ابن مريم البينات عيسى: اسم عبراني أو سرياني، والبينات: الدلالات الواضحات، وهي ما ذكر الله تعالى في سورة آل عمران والمائدة. قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، : (عيسى) بالإمالة حيث وقع. [ ص: 147 ] وخلف
وأيدناه قويناه.
بروح القدس قرأ : (القدس) بسكون الدال، والباقون بضمها، وهما لغتان مثل: الرعب، والرعب، وروح القدس: هو ابن كثير جبريل -عليه السلام- والقدس: الطهارة: وصف جبريل بها لأنه لم يقترف ذنبا، وقيل غير ذلك، فلما سمعت اليهود ذكر عيسى، قالوا: يا محمد! لا مثل عيسى -كما تزعم- فعلت، ولا كما تقص علينا من الأنبياء فعلت، فائتنا بما أتى به عيسى إن كنت صادقا، قال الله تعالى:
أفكلما جاءكم يا معشر اليهود.
رسول بما لا تهوى تحب.
أنفسكم والهوى: هو ميلان القلب إلى ما يستلذ به.
استكبرتم تكبرتم، وتعظمتم عن الإيمان.
ففريقا طائفة.
كذبتم مثل عيسى ومحمد.
وفريقا تقتلون أي: قتلتم، مثل زكريا ويحيى وشعيا وسائر من قتلوا من الأنبياء -عليهم السلام-، ولم يقل: قتلتم، وإن أريد الماضي; [ ص: 148 ] تعظيما لهذه الحالة، فكأنها -وإن مضت- حاضرة; لشناعتها، ولثبوت عارها عليهم وعلى ذريتهم بعدهم.