الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين .

[223] نساؤكم مبتدأ، خبره:

حرث لكم أي: مزرع ومنبت للولد بمنزلة الأرض للنبات; تشبيها لما يلقى في أرحامهن من النطف بالبذر.

فأتوا حرثكم نساءكم. [ ص: 316 ]

أنى شئتم مقبلات ومدبرات. المعنى: جامعوهن من أي شق شئتم في المأتى، وكانت اليهود تقول في الذي يأتي امرأته من دبرها في قبلها: إن الولد يكون أحول، فنزلت: نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ولا يجوز إتيان المرأة في دبرها بالاتفاق، وعن مالك -رضي الله عنه- أنه قيل له: إنه نقل عنك أنك أبحته، فقال: كذبوا علي، كذبوا علي.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ملعون من أتى امرأة في دبرها".

وعن أبي هريرة أيضا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أتى حائضا، أو امرأة في دبرها، أو كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد" رواهن كلهن الأثرم. قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر، وورش : (شيتم) بغير همز، والباقون: بالهمز.

وقدموا لأنفسكم التسمية عند الجماع.

وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إذا أتى أحدكم أهله فليقل: اللهم جنبنا [ ص: 317 ] الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا; فإنه إن يقدر بينهما ولد، لم يضره الشيطان".

واتقوا الله على كل حال.

واعلموا أنكم ملاقوه صائرون إليه، فاستعدوا له.

وبشر المؤمنين يا محمد.

التالي السابق


الخدمات العلمية