الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون .

[280] وإن كان أي: الذي عليه الدين.

ذو عسرة يعني: معسرا، والعسر: ضد اليسر. قرأ أبو جعفر : بضم السين، والباقون; بالجزم.

فنظرة أي: إمهال.

إلى ميسرة إلى وقت يسر. قرأ نافع : بضم السين، والباقون: بالفتح.

وأن تصدقوا بترك رؤوس الأموال، أو بعضها للمعسر. [ ص: 397 ]

خير لكم إن كنتم تعلمون أنه خير لكم، فتعملون به، فجعل من علم ولم يعمل كمن لم يعلم. قرأ عاصم : (تصدقوا) بتخفيف الصاد، والباقون: بتشديدها، قال - صلى الله عليه وسلم -: "من أنظر معسرا، أو وضع عنه، أنجاه الله من كرب يوم القيامة"، فإذا أقام المفلس البينة بإعساره، فقال أبو حنيفة : لا يحول القاضي بينه وبين غرمائه بعد خروجه من الحبس، ويلازمونه، ولا يمنعونه من التصرف والسفر، ويأخذون فضل كسبه بينهم بالحصص، وقال صاحباه: إذا فلسه القاضي، حال بينه وبين الغرماء، وهذا بناء على صحة القضاء بالإفلاس، فيصح عندهما; خلافا لأبي حنيفة ; لأن الإفلاس عنده لا يتحقق، وقال الأئمة الثلاثة كقول الصاحبين، ولا تقبل بينة الإعسار عند أبي حنيفة إلا بعد الحبس، وعند الثلاثة: تقبل قبله.

التالي السابق


الخدمات العلمية