الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون .

[15] الله يستهزئ بهم أي: يجازيهم جزاء استهزائهم، وهو أن يفتح [ ص: 64 ] لهم باب من الجنة، فإذا انتهوا إليه، سد عنهم، وردوا إلى النار.

ويمدهم يطيل مدة غيهم، والمد والإمداد واحد، وأصله الزيادة، إلا أن المد أكثر ما يأتي في الشر، قال الله تعالى: ونمد له من العذاب مدا [مريم: 79] ، والإمداد في الخير، قال الله تعالى: وأمددناكم بأموال وبنين [الإسراء: 6].

في طغيانهم أي: ضلالتهم، والطغيان: الغلو في الكفر. قرأ الدوري عن الكسائي (طغيانهم وآذانهم) بالإمالة حيث وقع، وأمال حمزة والكسائي وخلف جميع ما رسم بالياء من الأسماء، نحو: (الهدى، والهوى، والعمى)، وما أشبه ذلك، والأفعال نحو: (أتى، وأبى، وسعى)، وما أشبه ذلك، وافقهم أبو عمرو على ما كان فيه راء بعدها ألف ممالة بأي وزن كان، نحو: (ذكرى، وبشرى، وأسرى)، وما أشبه ذلك، واختلف في ذلك كله عن ابن ذكوان، واختلف عن ورش فيما فيه راء، فروي عنه الإمالة بين بين، وروي عنه الفتح، والوجهان صحيحان عنه. وقرأ الباقون بالفتح.

يعمهون أي: حائرون مترددون. [ ص: 65 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية