الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين .

[90] بئسما اشتروا به أنفسهم قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر : (بيس) [ ص: 150 ] بغير همز، وبئس ونعم فعلان ماضيان وضعا للمدح والذم، ولا يتصرفان تصرف الأفعال، معناه: بئس الذي اختاروا لأنفسهم حين استبدلوا الباطل بالحق.

أن يكفروا بما أنزل الله يعني: القرآن.

بغيا أي: حسدا، وأصل البغي: الفساد، والبغي الظلم، وأصله الطلب; فالباغي طالب للظلم، والحاسد يظلم المحسود جهده طلبا لإزالة نعمة الله عنه.

أن ينزل الله من فضله النبوة والكتاب. قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب : (ينزل) بالتخفيف مع إسكان النون، والباقون بفتح النون والتشديد.

على من يشاء من عباده محمد - صلى الله عليه وسلم -.

فباءوا رجعوا. [ ص: 151 ]

بغضب على غضب أي: مع غضب، الغضب الأول بتضييعهم التوراة وتبديلهم، والثاني بكفرهم بمحمد - صلى الله عليه وسلم -.

وللكافرين الجاحدين بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - من الناس كلهم.

عذاب مهين مخز يهانون فيه.

التالي السابق


الخدمات العلمية