بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين .
[90] بئسما اشتروا به أنفسهم قرأ أبو عمرو، : (بيس) [ ص: 150 ] بغير همز، وبئس ونعم فعلان ماضيان وضعا للمدح والذم، ولا يتصرفان تصرف الأفعال، معناه: بئس الذي اختاروا لأنفسهم حين استبدلوا الباطل بالحق. وأبو جعفر
أن يكفروا بما أنزل الله يعني: القرآن.
بغيا أي: حسدا، وأصل البغي: الفساد، والبغي الظلم، وأصله الطلب; فالباغي طالب للظلم، والحاسد يظلم المحسود جهده طلبا لإزالة نعمة الله عنه.
أن ينزل الله من فضله النبوة والكتاب. قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، : (ينزل) بالتخفيف مع إسكان النون، والباقون بفتح النون والتشديد. ويعقوب
على من يشاء من عباده محمد - صلى الله عليه وسلم -.
فباءوا رجعوا. [ ص: 151 ]
بغضب على غضب أي: مع غضب، الغضب الأول بتضييعهم التوراة وتبديلهم، والثاني بكفرهم بمحمد - صلى الله عليه وسلم -.
وللكافرين الجاحدين بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - من الناس كلهم.
عذاب مهين مخز يهانون فيه.