ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم .
[128] ربنا واجعلنا مسلمين لك أي: صيرنا موحدين مطيعين مخلصين خاضعين لك، وكانا كذلك، وإنما أرادا التثبيت والدوام، والإسلام في هذا الموضع الإيمان والأعمال جميعا.
ومن ذريتنا أي: ومن أولادنا.
أمة جماعة، والأمة: أتباع الأنبياء.
مسلمة لك خاضعة لك، و (من) هنا للتبعيض، وخص من الذرية بعضا; لأن الله تعالى أعلمه أن منهم ظالمين.
وأرنا علمنا. قرأ ابن كثير : (وأرنا) بإسكان الراء، ويعقوب : بالاختلاس، والباقون: بكسرها، وأصلها: أرينا، فحذفت [ ص: 199 ] الياء للجزم، ونقلت حركة الهمزة إلى الراء، وحذفت تخفيفا، ومن سكن قال: ذهبت الهمزة، فذهبت حركتها. وأبو عمرو
مناسكنا شرائع ديننا، وأعلام حجنا، وأصل النسك: العبادة، والناسك: العابد، فأجاب الله دعاءهما، وبعث جبريل -عليه السلام- فأراهما المناسك في يوم عرفة، فلما بلغ عرفات، قال: عرفت يا إبراهيم؟ قال: نعم، فسمي الوقت عرفة، والموضع عرفات.
وتب علينا وتجاوز عنا.
إنك أنت التواب الرحيم لمن تاب.