مالك يوم الدين .
[4] مالك قرأ عاصم والكسائي ويعقوب (مالك) بألف بعد الميم، والمعنى أن الله تعالى يملك ذلك اليوم أن يأتي به كما يملك سائر الأيام، لكن خصصه بالذكر; لعظمه في جمعه وحوادثه. وقرأ الباقون (ملك) بغير ألف. المعنى: أنه ملك الملوك في ذلك اليوم، لا ملك لغيره. وقرأ وخلف (الرحيم ملك) بإدغام الميم في الميم، وكذلك يدغم كل حرفين، سواء كانا مثلين، أم جنسين، أم متقاربين، إذا لم ينون الأول نحو: أبو عمرو واسع عليم [البقرة: 115]، أو يشدد نحو: فتم ميقات [الأعراف: 142]، أو تاء متكلم نحو: كنت ترابا [النبأ: 40]، أو مخاطب نحو: [ ص: 44 ]
أفأنت تكره [يونس: 99] ، وشبهه، وسيذكر كل شيء في محله إن شاء الله تعالى.
واختلف الآخذون بوجه الإدغام فيما إذا كان الأول مجزوما، وذلك في قوله: ومن يبتغ غير [آل عمران: 85] ، و يخل لكم [يوسف: 9] ، و وإن يك كاذبا [غافر: 28] ، وكذلك اختلفوا في آل لوط [القمر: 34] ، وفي الواو إذا وقع قبلها ضمة، نحو: هو والذين [البقرة: 249] ، و هو والملائكة [آل عمران: 18] ، واتفقوا على إظهار يحزنك كفره [لقمان: 23] من أجل الإخفاء قبل. ومعنى المثلين: ما اتفقا مخرجا وصفة، نحو: فاضرب به [ص: 44] ، و ربحت تجارتهم [البقرة: 16] ، وشبهه. والجنسين: ما اتفقا مخرجا، واختلفا صفة، نحو: قالت طائفة [الأحزاب: 13]، أثقلت دعوا [الأعراف: 189] ، وشبهه. والمتقاربين: ما تقاربا مخرجا أو صفة، نحو: خالق كل شيء [الأنعام: 102] ، و خلق كل دابة [النور: 45] ، وشبهه.
يوم الدين أي: الجزاء، ومنه قولهم: كما تدين تدان.
* * *