صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين .
[7] صراط الذين أنعمت الذين مننت. [ ص: 46 ]
عليهم عليهم بالهداية والتوفيق، وهم كل من ثبته الله على الإيمان من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. قرأ حمزة (عليهم) بضم الهاء حيث وقع، والباقون بكسرها، ومنهم: ويعقوب ابن كثير، وأبو جعفر، بخلاف عنه (عليهم) بضم الميم وصلتها بواو حالة الوصل، والباقون بإسكان الميم في الحالين، فمن ضم الهاء، ردها إلى الأصل; لأنها مضمومة عند الانفراد، ومن كسر لأجل الياء الساكنة، والياء أخت الكسرة. وقالون
غير المغضوب عليهم يعني: غير صراط الذين غضبت عليهم، وهم اليهود، والغضب من الله تغيير النعمة، وغضب الله لا يلحق عصاة المؤمنين، إنما يلحق الكافرين.
ولا الضالين أي: وغير الضالين عن الهدى، وهم النصارى، والضلال: الذهاب عن الصواب في الدين; لأن الله تعالى حكم على اليهود بالغضب، فقال: من لعنه الله وغضب عليه [المائدة: 60] ، وحكم على النصارى بالضلالة، فقال: ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل [المائدة: 77].
ويسن للقارئ أن مفصولا عنها [ ص: 47 ] بسكتة، وهو مخفف، ويجوز ممدودا ومقصورا، ومعناه: اللهم اسمع واستجب. يقول بعد فراغه من قراءة الفاتحة: آمين
روى وغيره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: أبو هريرة "إذا قال الإمام: ولا الضالين، فقولوا: آمين، فإن الملائكة تقول في السماء: آمين، فمن وافق قوله قول الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه".
وليس التأمين من القرآن بالاتفاق، بدليل أنه لم يثبت بالمصاحف.
واختلف الأئمة في فعند الجهر به في الصلاة الجهرية، يخفيه الإمام والمأموم، وعند أبي حنيفة: لا يؤمن الإمام في الجهرية، وهو الأفضل عنده، وروي عنه: يؤمن ويسر كالمأموم والمنفرد، وعند مالك: الشافعي يجهر به الإمام والمأموم، والله أعلم. وأحمد:
* * *