وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون .
[186] وإذا سألك عبادي عني فإني قريب منهم بالعلم والإجابة. عن ابن عباس قال: قال يهود المدينة: يا محمد! كيف يسمع دعاءنا ربنا وأنت تزعم أن بيننا وبين السماء خمس مئة عام، وأن غلظ كل سماء مثل ذلك؟ فنزلت هذه الآية، وفيه ضمار تقديره: فقل لهم: إني قريب.
أجيب أسمع للإجابة.
دعوة الداع إذا دعان قرأ نافع، وأبو جعفر، وأبو عمرو : (الداعي إذا دعاني) بإثبات الياء فيهما وصلا، بخلاف عن قالون . وقرأ يعقوب : بإثباتهما وصلا ووقفا، والباقون: بحذفهما في الحالين. [ ص: 262 ]
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما على الأرض رجل مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو كف عنه من الشر مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم".
وروي أن أعرابيا قال: يا رسول الله! أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فنزل:
فليستجيبوا لي أي: فليجيبوا إذا دعوتهم إلى الإيمان، والإجابة في اللغة: الطاعة، فالإجابة من الله: العطاء، ومن العبد: الطاعة، وحقيقته: فليطيعوني.
وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون لكي يهتدوا، والرشد ضد الغي. قرأ ورش : (وليؤمنوا بي) بفتح الياء.
وكان في ابتداء الإسلام يحرم الأكل والشرب والجماع في رمضان بعد النوم وبعد صلاة عشاء الآخرة، ثم إن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- واقع أهله بعد ما صلى العشاء، فلما اغتسل، أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، واعتذر إليه، ثم قام رجال فاعترفوا بمثله، فنزل في عمر وأصحابه: [ ص: 263 ]


