للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم .
[273] للفقراء أي: صدقاتكم للفقراء.
الذين أحصروا أي: حبسوا نفوسهم عن التصرف للتعبد.
في سبيل الله وهم أهل الصفة كانوا زهاء أربع مئة يسكنون المسجد، يرضخون النوى نهارا; أي: يكسرونه ويأخذون عليه الأجرة، ويصرفونها في النفقة، ويقرؤون القرآن ليلا، يخرجون في كل سرية يبعثها النبي - صلى الله عليه وسلم -.
لا يستطيعون ضربا سيرا.
في الأرض لكثرة أعدائهم من كثرة ما جاهدوا.
يحسبهم قرأ أبو جعفر، وابن عامر، وعاصم، : بفتح السين، والباقون: بالكسر. وحمزة
الجاهل بحالهم. [ ص: 391 ]
أغنياء من التعفف عن السؤال وقناعتهم، والعفة: هي حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة.
تعرفهم بسيماهم بعلامتهم التواضع.
لا يسألون الناس إلحافا أي: إلحاحا.
وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم وعليه مجاز.
* * *