[ ص: 10 ] فصل في معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: فاقرؤوا ما تيسر منه إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف،
اختلف العلماء في معنى هذا الحديث، وأكثرهم على أن المراد به: أنزل على سبع لغات; أي: فيه عبارة سبع قبائل، بلغة جملتها نزل القرآن، فيعبر عن المعنى فيه مرة بعبارة قريش، ومرة بعبارة هذيل، ومرة بعبارة أسد، ومرة بغير ذلك بحسب الأفصح والأوجز في اللفظ.
وقد وهم بعض الناس فظن أن المراد بالسبعة أحرف الواردة في الحديث الشريف هي: قراءة الأئمة السبعة المشهورين، وهم: نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، وهو خطأ; فإن أئمة القراءة خلق كثير، ومن جملتهم هؤلاء السبعة، وأول من جمع قراءتهم الأستاذ الرحلة والكسائي، أبو بكر أحمد بن موسى بن مجاهد التميمي البغدادي بعد المائة الثالثة، واقتصر عليهم فقط، فظن من لا علم له أن هذه هي السبعة المذكورة في الخبر النبوي لا غير، وليس الأمر كذلك، بل هي لغات للعرب متفرقة في القرآن، مختلفة الألفاظ، متفقة المعاني.
[ ص: 11 ]
فالقراءات السبع متواترة بالاتفاق، وكذا الثلاث الزائدة عليها على الصحيح، وما لم يتواتر، فليس بقرآن، وهو ما خالف مصحف -رضي الله عنه-، وتكره قراءة ما صح منه، ولا تصح الصلاة به بالاتفاق، ويجوز عند عثمان أن يقرأ بالفارسية إذا أدت المعاني على كمالها من غير أن يخرم منها شيئا، وعنه: لا تجوز أبي حنيفة إلا للعاجز عن العربية، وهو قول صاحبيه، وعليه الاعتماد، وعند الثلاثة: لا تجوز بغير العربية، والله أعلم. القراءة بالفارسية
ومصحف أحد الحروف السبعة، وهو قول أئمة السلف -رضي الله عنهم-. عثمان
والتواتر لغة: التتابع بمهلة، واصطلاحا: خبر جمع مفيد للعلم.
والآحاد: ما لم يتواتر.
منها: الإسلام والعقل والبلوغ والضبط بالاتفاق، وكذا العدالة، وهي: صفة راسخة في النفس تحمل على ملازمة التقوى والمروءة، وترك الكبائر والرذائل بلا بدعة مغلظة. وللراوي شروط
وعن تقبل أبي حنيفة: والله أعلم. رواية مجهول العدالة،
* * *