الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم .

[128] ربنا واجعلنا مسلمين لك أي: صيرنا موحدين مطيعين مخلصين خاضعين لك، وكانا كذلك، وإنما أرادا التثبيت والدوام، والإسلام في هذا الموضع الإيمان والأعمال جميعا.

ومن ذريتنا أي: ومن أولادنا.

أمة جماعة، والأمة: أتباع الأنبياء.

مسلمة لك خاضعة لك، و (من) هنا للتبعيض، وخص من الذرية بعضا; لأن الله تعالى أعلمه أن منهم ظالمين.

وأرنا علمنا. قرأ ابن كثير ويعقوب : (وأرنا) بإسكان الراء، وأبو عمرو : بالاختلاس، والباقون: بكسرها، وأصلها: أرينا، فحذفت [ ص: 199 ] الياء للجزم، ونقلت حركة الهمزة إلى الراء، وحذفت تخفيفا، ومن سكن قال: ذهبت الهمزة، فذهبت حركتها.

مناسكنا شرائع ديننا، وأعلام حجنا، وأصل النسك: العبادة، والناسك: العابد، فأجاب الله دعاءهما، وبعث جبريل -عليه السلام- فأراهما المناسك في يوم عرفة، فلما بلغ عرفات، قال: عرفت يا إبراهيم؟ قال: نعم، فسمي الوقت عرفة، والموضع عرفات.

وتب علينا وتجاوز عنا.

إنك أنت التواب الرحيم لمن تاب.

التالي السابق


الخدمات العلمية