الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( مثل ) الميم والثاء واللام أصل صحيح يدل على مناظرة الشيء للشيء . وهذا مثل هذا ، أي نظيره ، والمثل والمثال في معنى واحد . وربما قالوا مثيل كشبيه . تقول العرب : أمثل السلطان فلانا : قتله قودا ، والمعنى أنه فعل به مثل ما كان فعله . والمثل : المثل أيضا ، كشبه وشبه . والمثل المضروب مأخوذ من هذا ، لأنه يذكر مورى به عن مثله في المعنى . وقولهم : مثل به ، إذا نكل ، هو من هذا أيضا ، لأن المعنى فيه أنه إذا نكل به جعل ذلك مثالا لكل من صنع [ ص: 297 ] ذلك الصنيع أو أراد صنعه . ويقولون : مثل بالقتيل : جدعه . والمثلات من هذا أيضا . قال الله تعالى : وقد خلت من قبلهم المثلات ، أي العقوبات التي تزجر عن مثل ما وقعت لأجله ، وواحدها مثلة كسمرة وصدقة . ويحتمل أنها التي تنزل بالإنسان فتجعل مثالا ينزجر به ويرتدع غيره . ومثل الرجل قائما : انتصب ، والمعنى ذاك ، لأنه كأنه مثال نصب . وجمع المثال أمثلة . والمثال : الفراش والجمع مثل ، وهو شيء يماثل ما تحته أو فوقه . وفلان أمثل بني فلان : أدناهم للخير ، أي إنه مماثل لأهل الصلاح والخير . وهؤلاء أماثل القوم ، أي خيارهم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية