الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم .

[255] الله لا إله إلا هو هي أعظم آية في كتاب الله، قال - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده! إن لها للسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش" "ومن قرأها حين يأوي إلى فراشه، وكل الله به حافظا، ولا يقربه شيطان حتى يصبح".

الحي الذي لا يلحقه الفناء ولا يموت.

القيوم القائم بتدبير خلقه. [ ص: 364 ]

لا تأخذه سنة هي النعاس، وهي أول النوم. قرأ الكسائي (سنة) بإمالة النون حيث وقف على هاء التأنيث.

ولا نوم هو غشية ثقيلة تقع على القلب، فتمنعه معرفة الأشياء.

تلخيصه: هو منزه عن جميع التغييرات.

له ما في السماوات وما في الأرض لأنه خلقها بما فيهما.

من ذا الذي يشفع عنده لأن أحدا لا يقدر على الكلام يوم القيامة. قرأ أبو عمرو (يشفع عنده) بإدغام العين الأولى في الثانية، و (يعلم ما) بإدغام الميم في الميم.

إلا بإذنه بأن يأذن في الكلام والشفاعة لمن شاء فيمن شاء.

يعلم ما بين أيديهم أي: بين أيدي ما فيهما، والمراد: ما وجد قبل خلق ما فيهما; كالملائكة.

وما خلفهم ما يوجد بعد ما فيهما. قرأ يعقوب : (أيديهم) بضم الهاء، وقرأ ابن كثير، وأبو جعفر : (أيديهمو) واختلف عن قالون (وما خلفهم) كذلك.

ولا يحيطون بشيء من علمه أي: من معلوماته.

إلا بما شاء مما أخبر به الرسل.

وسع كرسيه قال ابن عباس : كرسيه: علمه، وقال الحسن: هو [ ص: 365 ] العرش نفسه، وقال ابن عطية: والذي تقتضيه الأحاديث أن الكرسي مخلوق عظيم بين يدي العرش، والعرش أعظم منه، قال أبو ذر -رضي الله عنه-: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت في فلاة من الأرض" ومعنى قوله: وسع كرسيه السماوات والأرض أي: سعة مثل سعة السموات والأرض في العظم.

ولا يئوده لا يثقله، ولا يشق عليه.

حفظهما أي: حفظ السماوات والأرض.

وهو العلي المتعالي عن الأشباه والأنداد.

العظيم الذي ليس شيء أعظم منه.

التالي السابق


الخدمات العلمية