الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون .

[38] قلنا اهبطوا منها جميعا يعني: هؤلاء الأربعة قيل: الهبوط الأول من الجنة إلى السماء الدنيا، والهبوط الثاني إلى الأرض، وكان هبوطهم وقت العصر. وبين هبوط آدم والهجرة الشريفة الإسلامية ستة آلاف سنة، ومئتان، وست عشرة سنة، وبين المؤرخين في ذلك خلاف.

فإما يأتينكم أي: فإن يأتكم يا ذرية آدم، فـ (إن) شرط ضمت إليها (ما) تأكيدا للفعل، وأدغمت (إن) فيها وقلما وقع فعل الشرط بعد إما إلا مؤكدا بـ "ما" والنون، فـ "ما" تؤكد أول الفعل، والنون تؤكد آخره. قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر : (ياتينكم) بالإبدال بغير همز، والباقون بالهمز.

مني هدى رشد برسول أبعثه إليكم، وكتاب أنزله عليكم. [ ص: 90 ]

فمن تبع هداي قرأ الدوري عن الكسائي (هداي) بالإمالة.

فلا خوف قرأ يعقوب : (فلا خوف) بفتح الفاء وعدم التنوين حيث وقع، والباقون: بالرفع والتنوين.

عليهم فيما يستقبلهم. وتقدم مذهب حمزة ويعقوب في ضم الهاء من (عليهم)، ومذهب ابن كثير وأبي جعفر وقالون في صلة ميم الجمع بواو في اللفظ.

ولا هم يحزنون على ما خلفوا.

التالي السابق


الخدمات العلمية