الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          معلومات الكتاب

                          علاقة المغاربة بفلسطين (الرحلة والوقف)

                          الدكتور / حسن يشو

                          المطلب السادس: عين كارم بعد الاحتلال وتطهيرها عرقيا:

                          طوقت عين كارم على يد وحدة عسكرية تم تشكيلها من قوى متعددة، منها إرغون تسفاني ليئومي وغدناع (وهي كتائب شبيبة الهاغاناه) وقوة الحراسة، وذلك في الأيام العشرة، التي فصلت بين هدنتي الحرب (9- 18 تموز، يوليو، 1948م)، ويذكر (تاريخ حرب الاستقلال) أن القرية قصفت أول الأمر من هضبتين مجاورتين مشرفتين عليها، سميت أحدهما- لاحقا- جبل هيرتسل كلن، بينما يزعم المؤرخ الإسرائيلي بني موريس أن سكان القرية (هجروها) يوم 11 تموز، يوليو، تشير رواية الهاغاناه إلى أن ذلك حدث بعد أسبوع تقريبا. وكان ناطق إسرائيلي أعلن في 13 تموز، يوليو أن القوات الإسرائيلية احتلت عين كارم بينما أشار تقرير لاحق نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) إلى أن القرية احتلت خلال الأسبوع التالي وفي صبيحة 18 تموز، يوليو. وقد نقل عن لسان قائد منطقة القدس الإسرائيلي، في 22 تموز، يوليو، قوله: ""إن قلعة عين كارم الصليبية"" احتلت بين الهدنتين. ووصف مسؤولون رسميون عرب الهجوم بأنه خرق لهدنة القدس، بينما قيل: إن الجيش الإسرائيلي [ ص: 125 ] تـوصـل إلى اتفـاق مـع لجنـة الهـدنـة تـستـثـنى بمـوجبـه عـين كارم من القـرى، التي يشملها وقف إطلاق النار الخاص بالمدينة المقدسة.

                          بدأ الهجوم على عين كارم في الساعة الثانية من فجر 18 تموز- يوليو، إذ اقتحم الإسرائيليون أعالي جبل رب، المشرف على القرية. وفي الساعة التاسعة صباحا سقطت القرية (من دون مقاومة)، بحسب ما ذكر مراسل صحيفة (نيويورك تايمز) الذي يمضي في تقريره قائلا: إن الجيش العربي والجيش المصري المتمركزين في المنطقة (لم يبديا مقاومة تذكر). لكن من المستبعد جدا أن تكون وحدات أي من الجيشين موجودة في القرية آنذاك. ومع ذلك فقد أشار المراسل إلى أن سكان القرية، المعتبرة تقليديا مسقط رأس يوحنا المعمدان، كانوا هجروها ولم يطلق سوى بعض الطلقات النارية على (جندي) عربي وحيد وهو يفر. ويقول موريس إن بعض سكان القرية كان هرب من عين كارم في نيسان- أبريل، عقب مجزرة دير ياسين (قضاء القدس) التي تبعد 2,5 كلم في اتجاه الشمال الشرقي.

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية