الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          معلومات الكتاب

                          علاقة المغاربة بفلسطين (الرحلة والوقف)

                          الدكتور / حسن يشو

                          المبحث الثالث: الرحلة الإشعاعية التعليمية:

                          لقد كانت الرحلة منحة، ووساما يحلى بها أعلام المغرب؛ ولعل أبرز مقاصدها أن يكون لهم طلاب وتلاميذ متنوعون في مختلف البلاد الإسلامية والعربية، مغربا ومشرقا، وكان من هؤلاء الرحالة أبو بكر الطرطوشي، وبعد رحلته العلمية عبر مكة وبغداد والبصرة دخل بلاد الشام حوالي 480هـ/ 1088م، بعد أن أتم تعلمه ودراسته.

                          هذا، وقد أجمعت المصادر، التي ترجمت لصاحبنا الطرطوشي أنه قضى الفـترة، التي عـاشها في الشـام يعلم الناس فأقبلوا عليه وأفادوا منه ونهلوا من معينه وعلمه.. وكانت الفنون، التي أتقنها ولقنها لطلابه وعلمها بالمشرق العربي وفلسطين خاصة تتجلى في الحديث والفقه والأصول والتفسير والزهد [1] .

                          وحين نقرأ عن أبي بكر ابن العربي المعافري كما مر معنا قريبا، فإنه يعد بحق من أبرز طلبة الطرطوشي وأوفرهم حظا بلقائه حيث تيسرت له سبل التلقي عنه، وتذللت له فرص اللقاء به ومجالسته في حلقاته بالقدس الشريف، وذلك في موضع يسمى السكينة؛ حيث وقف ابن العربي على هدي شيخه فامتلأت عيناه وأذناه منه، وانفتح به إلى العلم كل باب، وانتفع به في العلم والعمل، وتيسر له على يديه أعظم أمل [2] .

                          وكان أبو عبد الله محمد العبدري المغربي أحد علماء القرن السابع الهجري، الذين درسوا في مدارس القدس [3] . [ ص: 52 ]

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية