الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          معلومات الكتاب

                          علاقة المغاربة بفلسطين (الرحلة والوقف)

                          الدكتور / حسن يشو

                          المطلب الثاني: توصيف الزاوية المغربية مع بيان شروط الاستفادة منها:

                          تقع الزاوية المغربية بأعلى حاراتهم في الجهة الغربية خارج الحرم. ولقد أنشأ الشيخ المجاهد عمر المصمودي هذه الزاوية - زاوية المغاربة [1] - جميعها والتي كانت تشتمل على عشر حجرات بجميع مرافقها، داخلا فيها وخارجا منها؛ وقيل زاوية المصمودي نسبة إليه. وقد سمي المكان زاوية المغاربة؛ نسبة إلى المغاربة الوافدين إلى بيت المقدس. وتقع الزاوية على بعد أمتار قليلة من المكتبة الخالدية، وهي مؤلفة من طابقين، وفي الطابق العلوي من الزاوية قبر لأحد الأولياء، وفيها مسجد كان يؤمه للصلاة بعض المجاورين له؛ وذلك من ماله، وأوقفها على الفقراء والمساكين في عام 703هـ؛ لإيواء الزوار المغاربة، سواء منهم المقيمون بالقدس أو العابرون، وإعالة المنقطعين منهم. وقد أنفق على متطلبات الزاوية وحاجات أصحابها والنازلين بها من ريع ومداخيل الدور الثلاثة، كما أسلفنا. والعجيب أن المجاهد المصمودي كان يتولى بنفسه الإشراف على هذه الأوقاف، ويشرف مباشرة على كل متعلقاتها، حرصا على رسالتها الوقفية، وأمانة المسؤولية بل واشترط عند غيابه أو موته أن يكون من جنس المغاربة المختارين من ذوي التقى والصلاح، وقد نددت الوثيقة بكل من [ ص: 135 ] يحاول إبطال الوقف أو تفويته؛ وذلك إمعانا في مقاصد الوقف ومصارفه المفصح عنها في الحجية، التي نسوقها لأهميتها تباعا.

                          ويعد الشيخ عمر المصمودي - رحمة الله عليه- من الصالحين، وكان من نصيبه أن توفي في بيت المقدس، ودفن في حوش البسطامية بمقبرة "ماملا".

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية