الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          معلومات الكتاب

                          علاقة المغاربة بفلسطين (الرحلة والوقف)

                          الدكتور / حسن يشو

                          المطلب الثالث: نص وثيقة المصمودي بتاريخ (730ه/1330م):

                          بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله المنان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد ولد عدنان، وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما، وبعد: فقد أشهد على نفسه الشيخ الصالح الناسك العابد الخاشع الزاهد المجاهد عمر المجرد المغربي المالكي بن شيخ الشيوخ القدوة الزاهد عبد الله المغربي بن الرجل الصالح عبد النبي المغربي المصمودي المجرد أنه وقف وحبس وسبل وتصدق وحرم جميع الثلاثة الدور الموجودين بحارة المغاربة مع جميع ما يعرف بهم وينسب إليهم، خارجا عنهم أو داخلا فيهم، وشهرتهم كافية عن ذكر أربعة حدودهم وجميع الزاوية، التي أنشأها الواقف بأعلى حارة المغاربة من جهة الغرب وقدر عدد الحجرات، التي بداخلها عشر حجرات بجميع حقوقها ومرافقها، داخلا فيها وخارجا عنها، وقفا صحيحا من جنس المغاربة وعلى الواردين من المغاربة لبيت المقدس الشريف، فمن ذلك أعد الزاوية، التي هي بأعلى الحارة للواردين من المغاربة وسكنا إليهم، وأعد غلة الثلاثة دور المذكورين على مصالح الزاوية المذكورة وعلى إطعامية العيدين والمولد الشريف. وإن فاض شيء يشتري به [ ص: 136 ] خبزا ويفرق في الثلاثة أشهر رجب وشعبان ورمضان على المغاربة الموجودين بالقدس. وقد جعل التولية والنظر من بعده إلى الأتقى من جنس المغاربة المقيمين بالقدس الشريف، وإنه يتقيد المتولي والناظر على الوقف لخدمة الزاوية ولإصلاحها على حسب ما هو مشروط، وإن هذا الوقف لا يرهن ولا يوهب، ولا يسلب، ولا يحل لمؤمن بالله أن يبطل هذا الوقف، فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه، إن الله سميع عليم. في اليوم الثالث المبارك من شهر ربيع سنة ثلاثين وسبعمائة، والحمد لله رب العالمين.

                          قاضي القدس الشرعي.

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية