الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          معلومات الكتاب

                          علاقة المغاربة بفلسطين (الرحلة والوقف)

                          الدكتور / حسن يشو

                          المبحث الرابع: الرحلة السياحية الاستكشافية واستطلاع المآثر:

                          علاوة على طبيعة الرحلة الدينية المشحونة بالنفحات الإيمانية لمجاورة المسجد الأقصى، فإن بعض الرحلات تغيت الجانب العلمي والاستكشاف الجغرافي كما هو معلوم في أدب الرحلة بحيث نهزت بعضهم إلى استكمال معارفه عن "بلاد الشام"، كما فعل أحمد المقري، الذي زار القدس حوالي سبع مرات، ومع ذلك لم يخصص لها من كتابه الضخم "نفح الطيب" سوى بضعة أسطر ليست بذات قيمة [1] .

                          وكان من أبـرز هـؤلاء الرحـالة أبو بـكر ابن العربي المعـافري، رحمه الله، في رحلته إلى بلاد الشام وإلى فلسـطين خاصة ولاسـيما القـدس الشريف، وقد أطـلعنا في رحـلته على المعالم الأثرية، التي سـود بها صـفحات كـتـبه كلما سنحت المناسبة ودعا المقام لذلك ولو في كتاب أحكام القرآن، والعجيب أن يتولى وصفها بدقة متناهية وروعة خارقة، ومن ذلك على سبيل المثال:

                          - محراب داود [2] عليه السلام :

                          وصفه بأنه بناء عظيم من حجارة صلدة يقدر طول الحجر بخمسين ذراعا وعرضه بثلاثة عشر ذراعا، له باب ومدرجة، ويحتوي على الدور والمساكن، ويوجد في أعلاه مسجد. [ ص: 53 ]

                          - الشجرة الأثرية [3] :

                          وهي شجرة زيتونة بين محراب زكريا وبين باب التوبة والرحمة، ويعتقد أنها الشجرة المذكورة في القرآن عند قوله تعالى:

                          ( الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم ) (النور:35).

                          - صخرة المائدة [4] :

                          وهي صخرة صلدة ارتفاعها أسفل من القامة بحوالي الشبر، وحولها حجارة مثلها، ولها درجتان، قبلة وجوفا، وقطعت هذه الصخرة من الأرض محلا لنزول المائدة من السماء. يقول تعالى:

                          [ ص: 54 ] ( إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين * قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين * قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين * قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ) (المائدة:112- 115).

                          - قبر يونس [5] عليه السلام :

                          يوجد بقرية جلحون بين المسجد الأقصى ومقام إبراهيم الخليل.

                          - قبر يوسف [6] عليه السلام :

                          يوجد قبلة قبور آبائه إبراهيم وإسحاق وزوجاتهم.

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية