الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          المطلب الأول: رحلة ابن بطوطة:

                          كان الرحالة ابن بطوطة من جملة من تيمموا شطر المسجد الأقصى، واستكشفوا معالم البلاد، وضمنوها كتب الرحلة؛ فقد وصف مسجد الصخرة المشرفة، التي بنيت في عهد عبد الملك بن مروان (65-86هـ)، ولميزة قبته المعمارية من حيث زخرفها وهندستها فقال ابن بطوطة يصفها:

                          "وهي من أعجب المباني وأثمنها وأغربها شكلا، وقد توفر حظها من المحاسن وأخذت من كل بديعة بطرف، وهي قائمة على نشز في وسط المسجد يصعد إليها في درج رخام، ولها أربعة أبواب، والدائر بها مفروش بالرخام أيضا محكم الصنعة وكذلك داخلها.

                          وفي ظاهرها وباطنها من أنواع الزواقة ورائق الصنعة ما يعجز الواصف، وأكثر ذلك مغشى بالذهب فهي تتلألأ نورا وتلمع لمعان البرق، يحار بصر متأملها في محاسنها ويقصر لسان رائيها عن تمثيلها.

                          وفي وسط القبة الصخرة الكريمة، التي جاء ذكرها في الآثار، فإن النبي صلى الله عليه وسلم عرج منها إلى السـماء، وهي صخرة صماء ارتفاعها نحو قامة، وتحتها مغارة في مقدار بيت صغير: ارتفاعها نحو قامة أيضا، ينزل إليها على درج، وهنالك شـكل محراب، وعلى الصـخرة من حديد شباكان اثنان، محكما العمل، يغلقان عليها، أحدهما، وهو الذي يلي الصخرة، من حديد بديع الصنعة، والثاني من خشب. [ ص: 56 ]

                          وفي القبة ورقة كبيرة من حديد معلقة هنالك والناس يزعمون أنها ورقة حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه " [1] .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية