الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      - من أولويات العمل الخيري:

      لذا، فإنه ينبغي التركيز على ما يمكن تسميته بأولويات العمل الخيري، وتتمثل في تحرير مفهوم العمل الخيري وهيئاته، وذلك بعدة وجوه، من أهمها:

      - تحرير معنى العمل الخيري في عقول العاملين بمؤسساته، لئلا يختلط مع أية مفاهيم أخرى تؤثر فيه.

      - العمل على تغيير نظرة الناس إليه باعتباره عملية استجداء، والنظر إليه -بدلا من ذلك- باعتباره خدمة تقدمها الهيئات الخيرية للمتبرعين متحملة مسؤولية التبرعات حيث ينبغي أن توضع. [ ص: 153 ]

      - تقوية العلاقة بين المتبرعين والمحسنين من خلال الزيارات الميدانية وتزويدهم بتقارير عن مصير تبرعاتهم.

      - التزام المصداقية في العمل مع عامة الناس، سواء في تنفيذ المشروعات (من مساجد ومدارس وحفر آبار...)، أو كفالة الأيتام، وغيرها من البرامج التي تجتذب الناس.

      - مراجعة وضع المؤسسات الخيرية، والخروج بها من حيز التقليدية والإدارة الفردية إلى حيز العمل المشترك.

      - الخروج من نطاق المحلية إلى نطاق العالمية الواسع، بالتعاون مع الهيئات الإسلامية والعالمية الأخرى، في مجالات البرامج والنشاطات والمشروعات.

      - بذل عناية خاصة لرفع كفاءة العاملين في القطاع الخيري والمشرفين على تنفيذ برامجه.

      - التفكير في آليات جديدة لتنمية الموارد المالية، وتحقيق نوع من الاستقرار للعمل وفق الأطر المشروعة.

      وإذا بذلت الجهود وصدقت النيات في ما تقوم به الهيئات الخيرية فسيكون للعمل التطوعي عندئذ آثاره المحمودة عند الله والمحببة عند الناس، ذلك "أن العمل بغير نية عناء، والنية بغير إخلاص رياء... فإن عماد الأعمال النيات، فالعمل مفتقر إلى النية ليصير بها خيرا، والنية في نفسها خير، وإن تعذر العمل بعائق" [1] . [ ص: 154 ]

      التالي السابق


      الخدمات العلمية