الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      وقد خلصت في هذه الدراسة إلى جملة من النتائج والتوصيات.

      - أولا: النتائج:

      من الملاحظ أن الجهود التي بذلت - وتبذل - في العمل التطوعي جهود قيمة لكنها لا تزال أقل من القدر المطلوب.

      - إن العالم الإسلامي يفتقر اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى إنشاء جمعيات خيرية إقليمية كبرى، تسهم فيها جميع البلدان الإسلامية، وتمنحها القدرة والصلاحية لتؤدي رسالتها من غير أن تتأثر بالظروف والملابسات والأوضاع السائدة. [ ص: 197 ]

      - إن التنمية الشاملة المطلوبة لا يمكن أن تتحقق إلا إذا انتشر الوعي بين الشعوب بأهمية الأعمال الخيرية والاجتماعية، وفسح المجال للمجتمع الأهلي الخيري لتحمل جزء من أعمال الخدمات الاجتماعية.

      - تطوير آليات منظومة الزكاة والوقف، إدارة وتيسيرا واستثمارا وأحكاما، يقتضي تضافر جهود المسؤولين والفقهاء والمفكرين والاقتصاديين.

      - ثانيا: التوصيات:

      من أهم التوصيات، التي أرى أنها تساعد في التطوير والتفعيل:

      - تنظيم لقاءات توعية للعمل التطوعي بصفة متكررة، تشارك فيها كافة الجهات المعنية بتقديم هذه التوعية، لتبادل الحوار حول التجارب والخبرات والمعوقات ومقترحات التطوير.

      - تنمية قدرات العاملين في الأنشطة التطوعية، وزيادة مهاراتهم وخبراتهم، من خلال البرامج التدريبية المناسبة واللقاءات العلمية المشتركة مع الجهات ذات العلاقة بالعمل التطوعي.

      - توجيه الجمعيات وغيرها من المؤسسات التطوعية إلى الاهتمام بتنفيذ المشروعات التنموية، سواء الإنتاجية أو الخدمية، مع توفير التوعية الإعلامية والتسويق المناسب لها.

      - تفعيل دور المرأة في ممارسة الأنشطة التطوعية المختلفة، مع توفير التأهيل المناسب، مع التركيز على الاهتمام بدعم المشروعات الإنتاجية. [ ص: 198 ]

      - منح الجمعيات الخيرية وغيرها من المؤسسات الممارسة للخدمات التطوعية المزيد من الإعفاءات من الرسوم الجمركية.

      - تفعيل منظومتي الزكاة والوقف، باعتبارهما آليات مهمة في تفعيل العمل الخيري التطوعي.

      - على الحكومات العربية والإسلامية، إقامة مراكز دراسات وأبحاث شرعية وإحصائية لتشجيع المواطنين الأثرياء على إقامة المشاريع الوقفية، وتخصيص ريعها للفقراء والمسـاكين، ومشاريع أخرى يخصص ريعها للمبدعين في مجالات الطب والصيدلة والهندسة.

      - على العلماء والمختصين وأساتذة الاقتصاد الإسلامي العمل على إحياء سنة الوقف، تحت شعار: "إحياء الاستثمار الوقفي".

      - التأكيد على أن الاستثمار الوقفي استثمار ذو صلة وثيقة بعناصر الإنتاج ورأس المال.

      - إدراج العمل التطوعي كعنصر أساس في التربية المدنية والأخلاقية داخل المدارس والمعاهد والجامعات، واعتماده كتخصص مهم وحيوي في الدراسات العليا. [ ص: 199 ]

      التالي السابق


      الخدمات العلمية