الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      - أولا: تنمية الفرد:

      ففي اتجاه الفرد، حيث تقوم المنظمات والهيئات الخيرية بالعناية بالفقراء، أطفالا ونسـاء ورجالا، من مختلف الفئات العمرية، يجب أن تكون المساعدة في اتجاه إيجابي يؤهل الفرد بعد مضي فترة من المساعدة للاعتماد على نفسه، مع مراعاة بعض الحالات الخاصة، ككبار السن، فمثلا عند تقديم المساعدة يجب أن تتجه المساعدة إلى العناية الشاملة بأولئك الأطفال، بحيث تسير خطة المساعدة نحو تأهيل الطفل اليتيم للنهوض بنفسه والاعتماد على قدراته، وذلك بعدم اقتصارها على توفير مبلغ من المال شهريا أو سنويا حسب خطة المؤسسة، بل يجب أن يتم العمل على تطوير مفهوم الكفالة ليشمل الرعاية التربوية والصحية والتعليمية، فهناك حاجة للتوعية والإرشاد والتوجيه بحيث يستفيد اليتيم وأسرته من تلك الخدمات، لينشأ اليتيم قويا واعيا مدركا قادرا على الاختيار والعمل..

      ومن توعية هؤلاء اليتامى: إرشادهم وتربيتهم على القيم الدينية والإنسانية، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كل معروف صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك ) [1] . [ ص: 94 ]

      ( أن تلقى أخاك بوجه طلق ) ضد العبوس؛ والوجه الطلق هو الذي فيه البشاشة والسرور، فإنه يصل إلى قلبه سرور، ولا شك أن إيصال السرور قلب مسلم حسنة [2] .

      ( اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن ) [3] .. ( تمحها ) أي تدفع الحسنة السيئة وترفعها، والإسناد مجازي، والمراد: يمحو الله بها آثارها من القلب، أو من ديوان الحفظة، وذلك لأن المرض يعالج بضده، فالحسنات يذهبن السيئات.

      ( وخالق الناس ) مأخوذ من الخلق مع الخلق، أي خالطهم وعاملهم بخلق حسن، أي تكلف معاشرتهم بالمجاملة في المعاملة وغيرها، من نحو طلاقة الوجه، وخفض جانب وتلطف وإيناس، وبذل ندى وتحمل أذى، فإن فاعل ذلك يرجى له في الدنيا الفلاح، وفي الآخرة الفوز بالنجاة والنجاح [4] .

      وكذلك رعاية الطالب المحتاج، بحيث يوجه الطالب إلى اختيار تخصص ودراسـة يمكنه الاسـتفادة منها شـخصيا، بأن توفر له فرصـة عمل، وكذلك بأن يكون التخصص في إطار حاجات المجتمع، وكذلك المرأة والرجل المعاق تتم دراسة الحالة وعمل خطة للمساعدة، بحيث ينهض ذلك الفرد بنفسه، فحتى المعاق هناك من أوجه العمل الحرفية ما يمكنه من شيء من التدريب [ ص: 95 ] والعناية لكي ينهض بنفسه، مع الإشارة إلى أهمية الإرشاد والتوجيه المصاحبة، ومن هنا يأتي مفهوم التنمية.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية