الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثانيا: علاقة العمل بمفهوم التطوع في الإسلام:

      يعرف مفهوم الثقافة ومنظومة الفكر المادي التطوع أو العمل التطوعي بأنه: منظومة القيم والمبادئ والأخلاقيات والمعايير والممارسات، التي تحض على فعل المبادرة إلى عمل الخير، الذي يتعدى نفعه إلى (الغير)، إما بدرء مفسدة، وإما بجلب منفعة، تطوعا من غير إلزام ودون إكراه. [ ص: 31 ]

      وهذا المفهوم يقع على طرف نقيض لمفهوم الواجب أو الالتزام، ولذلك نجدهم يفرقون بين العمل التطوعي والعمل غير التطوعي، ومن ثم بين القطاع الخيري أو اللا ربحي، والمنظمات الحكومية والمنظمات غير الحكومية أو الأهلية، والأمر جد مختلف في منظومة الفكر الإيماني الإسلامي، إذ يتصل التطوع بالفرض، كما تتصل السنة بالواجب، اتصالا وثيقا يصل أحيانا إلى حد انتقال العمل الواحد من موقع التطوع إلى موقع الفريضة الملزمة، وذلك في الحالات التي عبر عنها الفقهاء بـ: "مفهوم فرض الكفاية"، وهي تلك الأعمال، التي يتعين القيام بها لمصلحة المجتمع أو الأمة كلها، ويناط ذلك بفرد أو جماعة منها أو فئة معينة تكون مؤهلة لهذا العمل على سبيل التطوع، فإن لم ينهض به صار العمل المطلوب فرضا ملزما، ويأثم الجميع ما لم يقم هذا الفرد أو تلك الفئة أو الجماعة بأدائه على الوجه الذي يكفي حاجة المجتمع... وكلما كان الفرد أو الفئة أكثر قدرة على القيام بأداء فرض الكفاية على سبيل التطوع وتقاعس عن ذلك كان نصيبه من الإثم أكبر من غير القادر أو الأقل قدرة منه.

      ولم يحظ العمل التطوعي في أي ثقافة بمثل المكانة، التي حظي بها في الثقافة الإسلامية، فالإسلام يكلف كل فرد أن يحسن عمله الخاص؛ وإحسان العمل عبادة؛ لأن ثمرته ملك للجماعة وعائدة عليها في النهاية: ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) (التوبة:105).. وكل فرد مكلف أن يرعى مصالح الجماعة التي كأنه حارس لها، موكل بها؛ والأمة الإسلامية كلها جسد واحد، يحس إحساسا واحدا، وما يصيب عضوا منه [ ص: 32 ] يشتكي له سائر الأعضاء: ( ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى ) [1] .

      والذي يظهر أن التراحم والتوادد والتعاطف وإن كانت متقاربة في المعنى لكن بينها فرق لطيف، فأما التراحم فالمراد به أن يرحم بعضهم بعضا بأخوة الإيمان، لا بسبب شيء آخر.. وأما التواد فالمراد به التواصل الجالب للمحبة، كالتزاور والتهادي.. وأما التعاطف فالمراد به إعانة بعضهم بعضا، كما يطلق الثواب عليه ليقويه.. فتشبيهه المؤمنين بالجسد الواحد تمثيل صحيح، وفيه تقريب للفهم وإظهار للمعاني في الصور المرتبة، وفيه تعظيم حقوق المسلمين والحض على تعاونهم.. وقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بالجسد، وأهله بالأعضاء؛ لأن الإيمان أصل وفروعه التكاليف، فإذا أخل المرء بشيء من التكاليف شأن ذلك الإخلال بالأصل، وكذلك الجسد أصل كالشجرة وأعضاؤه كالأغصان، فإذا اشتكى عضو من الأعضاء اشتكت الأعضاء كلها كالشجرة إذا ضرب غصن من أغصانها اهتزت الأغصان كلها بالتحرك والاضطراب [2] .

      وقوله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) [3] ، وشبك بين أصابعه. [ ص: 33 ]

      هذا الحديث صريح في تعظيم حقوق المسلمين، بعضهم على بعض، وحثهم على التراحم والملاطفة والتعاضد في غير إثم ولا مكروه، وفيه جواز التشبيه وضرب الأمثال لتقريب المعاني إلى الأفهام [4] .

      إن ثقافة التطوع في الإسلام ترتكز، نظريا، على نواة صلبة من عقيدة الإيمان بالله واليوم الآخر، وهي التي دفعت المجتمع الإسلامي على مر الزمن، أفرادا وجماعات، إلى المبادرة بفعل الخير والسعي طواعية إلى تقديم العون للآخرين ابتغاء وجه الله تعالى: ( من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير... ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ) [5] .

      في هـذا الحـديث إشـارة إلى أن المراد ما يتطوع به من الأعمال المذكورة لا واجباتها، لكثرة من يجتمع له العمل بالواجبات كلها، بخلاف التطوعات، فقل من يجتمـع له العمل بجميـع أنواع التـطـوعـات، ثـم من يجتمع له ذلك إنما يدعى من جميع الأبواب على سبيل التكريم له، وإلا فدخوله إنما يكون من باب واحد، ولعله باب العمل الذي يكون أغلب عليه.

      وفي الحديث من الفوائد أن من أكثر من شيء عرف به، وأن أعمال البر قل أن تجتمع جميعها لشخص واحد على السواء، وأن الملائكة يحبون صالحي [ ص: 34 ] بني آدم ويفرحون بهم، فإن الإنفاق كلما كان أكثر كان أفضل، وأن تمني الخير في الدنيا والآخرة مطلوب [6] .

      وقد ارتبطت بهذه النواة الصلبة للتطوع منظومة معرفية واسعة المدى من الأعمال التطوعية، التي تبدأ بأبسط الأمور مثل الابتسامة في وجه الآخر، وإماطة الأذى عن الطريق.

      جاء في الحديث عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تبسمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر لك صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة ) [7] .

      وجاء في الحديث أيضا عن أبي هريرةt عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس صدقة، يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها، أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة ) [8] . [ ص: 35 ]

      والمعنى: على كل مسلم مكلف بعدد كل مفصل من عظامه صدقة لله تعالى، على سبيل الشكر له، بأن جعل عظامه مفاصل يتمكن بها من القبض والبسط، وخصت بالذكر لما في التصرف بها من دقائق الصنائع التي اختص بها الآدمي [9] .

      ومعنى كون الإماطة صدقة: أنه تسبب إلى سلامة من يمر به من الأذى، فكأنه تصدق عليه بذلك فحصل له أجر الصدقة، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الإمساك عن الشر صدقة على النفس[10] .

      وتشتمل هذه المنظومة في الإسلام على مفاهيم ومبادئ وأخلاقيات تعلي من شأن عمل الخير والبر والإحسان وإيثار الآخرين على النفس.. تحولت بعض هذه المفاهيم إلى مؤسسات كان لها دور كبير في حياة المجتمع الإسلامي، ومن ذلك مفهوم الصدقة الجارية الذي نشأت عنه مؤسسة الوقف بتراثها العريق [11] . فهل ثمة علاقة بين منظومة الوقف ومنظومة التطوع؟

      للإجابة عن هذا السؤال، يمكن القول: إن فكرة العمل التطوعي تستند إلى رؤية معرفية أساسها حرية الإرادة والقدرة على التصرف، دون إكراه، لتحقيق مصلحة أو منفعة ذات صفة جماعية وليست فردية فقط.. وعلى أساس هذه الرؤية فإن صيغ العمل التطوعي تتعدد بتعدد الإرادات الفردية، [ ص: 36 ] وتنضبط بضوابط المصالح الاجتماعية والمنافع العمومية.. وبهذا المعنى، فإن فكرة الوقف في جوهرها تنتمي إلى منظومة العمل التطوعي، التي حضت عليها تعاليم الإسلام الحنيف، على سبيل الترغيب والندب إلى فضائل الأخلاق والأعمال، وليس على سبيل الإلزام أو الأمر الجبري الذي لا يملك المخاطب إلا الانصياع له..

      فالتطوع هو ما تبرع به الإنسان من ذات نفسه، والمتطوع هو الذي يفعل الشيء الإيجابي تبرعا دون انتظار مقابل مادي، بل ابتغاء مرضاة الله ونيل ثوابه.. والوقف هو نوع من التبرعات، وإن كان يتميز بأنه دائم لا ينقطع، طبقا لمفهوم الصدقة الجارية، ولم تحظ العلاقة بين مكونات منظومة العمل التطوعي حتى الآن بما تستحقه من البحث والتأصيل إلى الدرجـة التي تبـدو فيها هذه المكونات من الأفكار والمبادرات مفككة وكأنـها لا روابط بينها!

      والحقيقة، أن من خصائص الرؤية الإسلامية أنها تقدم مجموعات متكاملة من الأفكار والقيم والفضائل، التي تتعدد في صيغها، وتختلف في وسائل التعبير عنها، وتتباين في مجالات عملها، غير أن كل مجموعة منها تظل في مجملها منتمية إلى منظـومـة واحـدة تحقق هدفا أو أكثر من أهـداف الفرد أو المجتمع أو هما معا.. جاء في الحديث أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام خير؟ قال: ( تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ) [12] . [ ص: 37 ]

      ويمكن التوفيق بأنهما متلازمان، إذ الإطعام مستلزم لسلامة اليد، والسلام لسلامة اللسان، وقيل: الفضل بمعنى كثرة الثواب في مقابلة العلة، والخير بمعنى النفع في مقابلة الشر.. وخص هاتين الخصلتين بالذكر لمسيس الحاجة إليهما في ذلك الوقت، لما كانوا فيه من الجهد ولمصلحة التأليف [13] .

      وينطبق هذا الكلام على منظومة العمل التطوعي، حيث نجد عديدا من الأفكار والقيم والمبادئ، التي نص عليها الإسلام، منها: الصدقة والبر والإحسان والتطوع.. إلخ، وهي تمثل في مجموعها منظومة متكاملة من الجهود والأعمال، التي تشترك في كونها تطوعية، ونابعة من الإرادة الحرة للفرد، وبمبادرة ذاتية منه، دون إكراه من أية سلطة اجتماعية أو سياسية [14] . وهنا نبرز مجموعة من الخصائص الأساسية حول منظومة التطوع والتي نأمل أن تثري هذا البحث وأن تفتح الطريق أمام مزيد من البحث والاجتهاد في التأصيل الفكري لمنظومة العمل التطوعي بوجه عام.

      الخاصية الأولي: هي ارتباط كافة صور العمل التطوعي في المنظور الإسلامي بالإيمان بالله تعالى، وأن هذا الارتباط هو الذي يوفر لها القدرة المعنوية والروحية اللازمة لدفع الفرد للقيام بها طائعا مختارا، ولا تستبعد الرؤية الإسلامية أي عمل مهما صغر حجمه أو قلت قيمته، ابتداء من إماطة الأذى عن الطريق، التي عدها الرسول صلى الله عليه وسلم أدنى شعب الإيمان، كما جاء في الحديث، [ ص: 38 ] الذي أورده مسلم: ( الإيمان بضع وسبعون - أو بضع وستون- شعبة، أفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان ) [15] .

      فـكمال الإيـمان بالأعمال، وتمامه بالطاعات، والتزام الطاعات وضم هذه الشعب من جملة التصديق، وهي من الدلائل عليه، وهي خلق أهل التصديق، فليست خارجة عن اسم الإيمان الشرعي، ولا اللغوي، وقد نبه صلى الله عليه وسلم على أن أفضلها التوحيـد المتعين على كل أحـد والذي لا يصـح شيء من الشعب إلا بعد صحته، وأدناها ما يتوقع ضرره بالمسلمين من إماطة الأذى عن طريقهم [16] .

      وفي الحديث أيضا: ( ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة ) [17] . في هذا الحديث فضل الغرس والزرع والحض على عمارة الأرض، ويستنبط منه اتخاذ الضيعة والقيام عليها. ومقتضاه أن أجر ذلك يستمر ما دام الغرس أو الزرع مأكولا منه، ولو مات زارعه أو غارسه، ولو انتقل ملكه إلى غيره.. وظاهر الحديث أن الأجر لمتعاطي الزرع أو الغرس، ولو كان ملكه لغيره.. وزاد من الاستغراقية، وعم الحيوان ليدل، على سبيل الكناية، على أن أي مسلم كان، [ ص: 39 ] حرا أو عبدا مطيعا أو عاصيا يعمل أي عمل من المباح ينتفع بما عمله أي حيوان كان يرجع نفعه إليه ويثاب عليه.. وفيه أيضـا أن الإنسـان يثاب على ما سـرق من ماله أو أتلفتـه دابة أو طائر ونحوهما [18] .

      ومعنى ذلك أن ثمة إطارا واسـعا لمنظومة التـطوع والعطاء الاختياري، الذي يحض عليه الإسلام ويزكيه، ومعنى ذلك أيضا أن التطوع بمشتملاته ومكوناته ليس أمرا ثـانويا وهامشـيا في الحياة الاجتماعية للإنسـان، فردا كان أو جماعة، وإنما هو مكون أصيل من مكوناتها، وأداة في الوقت نفسه من أدوات تحقيق غايتها وتلبية احتياجاتها المادية والمعنوية.

      الخاصية الثانية: هي أن منظومة العمل التطوعي بكل مكوناتها تستند إلى بناء متماسك من القيم والأخلاقيات، التي تعلي من شأن المشاركة في الشؤون العامة، وتحض على المبادرة بفعل الخير، وتجعل من الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين فضيلة من الفضائل، التي يسعى إليها الفرد ويقدرها المجتمع.

      وإلى جانب البناء القيمي الأخلاقي للعمل التطوعي، من المنظور الإسلامي، هناك تراث من الأبنية المؤسسية والأطر التنظيمية، التي تم توظيفها في الواقع وعبر الممارسة الاجتماعية من أجل نقل كل فكرة خير إلى عمل نافع، وتقريب المسافة بين القول والفعل، أو بين النظرية والتطبيق، وفي مقدمة هـذه المـؤسـسـات: المـؤسـسات الوقفية على تنوعها، وفي بنائها الحضاري بصفة عامة. [ ص: 40 ]

      الخاصية الثالثة: هي أن منظومة العمل التطوعي بكل مكوناتها تنتمي إلى قيمـة اجتمـاعية سيـاسيـة هي قيمة التـضـامن، أو التـكافل الاجتماعي من ناحية، كما أنها تنتمي إلى قيمة روحية هي قيمة التقوى والعمل الصالح من ناحية أخرى.

      هذا الانتماء، الذي يجمع بين طرفي معادلة الروح والمادة، في مزيج منسجم مع فطرة الإنسان تمام الانسجام، وهذا المزيج لا يتوفر لأية منظومة تطوعية أخرى مستمدة من أصول الفلسفات الوضعية، وتتجلى الأهمية الكبرى لهذا الانتماء المزدوج في كل مكونات منظومة الأعمال التطوعية، التي حض عليها الإسـلام وفي مقـدمتها الوقف، الذي هو في أصل وصفه الشرعي عبارة عن صدقة جارية، المراد منها استدامة الثواب والقرب من الله تعالى عن طريق الإنفاق في وجوه البر والخيرات والمنافع العامة، على اختلاف أنواعها وتعدد مجالاتها.

      الخاصية الرابعة: هي أن الفكرة التطوعية تكون أكثر فاعلية عندما تتبلور في شكل مؤسسة ذات قدرة على البقاء والتجرد والابتكار على نحو يمكنها من تلبية الحاجات الاجتماعية المتجددة والمتغيرة من فترة إلى فترة أخرى.. وفي التاريخ الاجتماعي لمنظومة العمل التطوعي نجد أن أهم مكونات هـذه المنـظـومة مثل: أفعال الخير والبر والصدقة والإحسان.. إلخ قد تبلورت في أطر مؤسـسية تتمتـع بدرجـة عـالية من الانتـظام والقدرة على التكيف [ ص: 41 ] مع متغيرات الحـياة، وتتـمتع أيـضا بدرجـة عالية من الاستقلالية الإدارية والمالية والوظيفية.

      صحيح أنه لم يحدث أن تحولت مفردات منظومة التطوع إلى أنشطة مؤسسية منظمة، وبقي عديد من أعمال التطوع طي الكتمان وبعيدا، تحاشيا لأية شبهة أو رياء أو سمعة، عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ... ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه.. ) [19] .

      الخاصية الخامسة: هي أن ثمة حاجة ملحة لتعميق المعرفة العلمية لمنظومة العمل التطوعي، من المنظور الإسلامي، وهذا ما تسعى إليه هذه الدراسة عن العمل الخيري التطوعي، وبخاصة في ظل موجة الاهتمام العالمي بالقطاع التطوعي وبمؤسساته. [ ص: 42 ]

      التالي السابق


      الخدمات العلمية