الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      4- المعوقات البشرية:

      تتمثل المعوقات البشرية، بشكل عام، في قلة الكفاءات المدربة والمتخصصة، بالإضافة إلى الحاجة المتزايدة للمتطوعين.

      فالعمل التطوعي المؤسسي - شأنه في ذلك شأن كافة الأعمال - يواجه معوقات تحد من فاعليته، بعضها يتعلق بالمتطوع، وبعضها يتعلق بالمنظمة الخيرية، وبعضها الآخر يتعلق بالمجتمع.

      أ- المعوقات المتعلقة بالمتطوع:

      - الجهل بأهمية العمل الطوعي.

      - عدم القيام بالمسؤوليات، التي أسندت إليه في الوقت المحدد.

      - تعارض وقت المتطوع مع وقت العمل أو الدراسة، مما يفوت عليه فرصة الاشتراك في العمل التطوعي.

      - بعض المتطوعين يسعى لتحقيق أكبر استفادة شخصية ممكنة من العمل الخيري، وهذا يتعارض مع طبيعة العمل المبني على الإخلاص.

      ب- المعوقات المتعلقة بالمنظمة الخيرية:

      - عدم وجود إدارة خاصة للمتطوعين تهتم بشؤونهم وتعيينهم، حسب الاختيار المناسب، وفق رغبتهم. [ ص: 163 ]

      - عدم الإعلان الكافي عن أهداف المؤسسة وأنشطتها.

      - عدم تحديد دور واضح للمتطوع وإتاحة الفرصة لاختيار ما يناسبه.

      - عدم وجود برامج خاصة لتدريب المتطوعين قبل تكليفهم بالعمل.

      - عدم التقدير المناسب للجهد، الذي يبذله المتطوع.

      - إرهاق كاهل المتطوع بالكثير من الأعمال الإدارية وغيرها.

      - المحـاباة في إسناد الأعمـال وتعيين العاملين من الأقارب، من غير ذوي الكفاءة.

      - اعتبـار أعمال الجمعية من الأسرار المغلقة، التي يجب عدم مناقشتها مع الآخرين.

      ج- المعوقات المتعلقة بالمجتمع:

      - عدم وجود الوعي الكافي بين أفراد المجتمع بأهمية التطوع والأهداف، التي يسعى إلى تحقيقها، فثقافة التطوع متدنية بشكل كبير في كثير من المجتمعات العربية.

      - عدم بث روح التطوع بين أبناء المجتمع منذ الصغر.

      ويدخل في هذا السياق، معوقات الجمعيات الخيرية المحلية وإشكالياتها، فقد تلقت الجمعيات الخيرية لدى بداية تأسيسها وأنشطتها ترحيبا منقطع النظير من طرف مختلف فئات المجتمعات، التي تعمل فيها، فينضمون إليها، وتتكثف أنشطتها، وتنتشر فروعها في الأقاليم، حيث تجد تجاوبا وحماسة لدى [ ص: 164 ] العناصر الشابة. ولكن سرعان ما تلمح في الأفق عوامل معوقة تعترض سبيل هذه الجمعيات وتشل حركتها، منها:

      محدودية إمكاناتها المادية، إن لم نقل انعدامها كليا، إذ لا تتلقى غالبية هذه المنظمات أي دعم مادي من أي جهة كانت، في حين أن القليل منها يتلقى مساعدة غالبا لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تكون منتظمة، ولا تلبي حاجتها، مما يجعل برامجها حبرا على ورق، وأنشطتها جامدة.

      وهذه من الأخطاء، التي تقع فيها بعض الجهات المساعدة، التي تعتقد أن مجرد تقديم دعم مادي مرة واحدة كاف لتحقيق الغرض.

      وتفتقر بعض الجمعيات إلى طاقات بشرية تتحلى بالكفاءة في التخطيط والاستراتيجية. إذ مهما كانت النوايا حسنة، فإن قدرا من الكفاءة العلمية مطلوب، ولا بد من وضعه في الحسبان، لتسيير المنظمات التطوعية، إذ ينبغي أن يطغى الجانب الثقافي والعلمي على العاطفة والاعتبارات الذاتية الأخرى.

      وهذا النقص في الطاقات يفضي، أحيانا، إلى إسناد القيادات إلى غير المؤهلين لها، علميا وثقافيا، وإلى الإخلال بمبادئ العمل الخيري، والإخلال بالأمانة، والتهاون بالمسؤولية، وحدوث فضائح فادحة لا تليق بالمتطوعين.

      وتظل مالية بعض هذه الجمعيات من المسائل، التي تثير كثيرا من التساؤل، وذلك لغياب أو عدم توظيف جهاز مراقبة حقيقية [1] . [ ص: 165 ]

      كما يلاحظ أن بعض الجمعيات لا تتوفر لديها خطط مدروسة لما تقدم عليه من عمل، أي ليس لديها مستقبل منظور للأمور، بل تتركها للمصادفة، ولا ريب أن لذلك عواقب وخيمة تضر بمستقبل العمل التطوعي.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية