الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      - تفعيل العمل التطوعي على مستوى المؤسسة:

      من أهم أساليب تفعيل العمل التطوعي على مستوى المؤسسة: الالتزام بالقيم والمفاهيم في المواثيق الأخلاقية للعمل التطوعي.. وتتمثل تلك المفاهيم والقيم فيما يلي:

      - الشفافية.

      - المساءلة.

      - عدم تحقيق منفعة شخصية وتجنب تضارب المصالح. [ ص: 188 ]

      - المصداقية والثقة واحترام المنتفعين.

      - احترام استقلالية المنظمات التطوعية.

      إن الاهتمام بأخلاقيات العمل التطوعي هو جزء لا يتجزأ من الاهتمام العلمي بالتحليل الثقافي للقيم والأخلاقيات، لذا فإن التركيز عليها يشكل مسألة مهمة وحيوية، لكي تتحدد مسارات المجتمع المدني.

      ويدخل في هذا السياق، عدم تحقيق منفعة شخصية، وتجنب تضارب المصالح، ويعتبر هذا المبدأ على درجة عالية من الأهمية، بل هو جوهر العمل التطوعي، حيث إن الهدف الرئيس من التطوع ومؤسساته، هو تحقيق المنفعة العامة للمجتمع، أو لفئات مهمشة منه، يضاف إلى ذلك أن أحد سمات العمل التطوعي وأحد المعايير المحددة له هو عدم الربحية، فيلتزم المتطوعون بعدم تحقيق منافع شخصية لهم، وإذا تحقق الربح لمنظمة تطوعية، فلا بد أن يتجه الربح لتطوير المنظمة نفسها وليس لأعضائها.

      ومن أخلاقيات العمل، التي تجعل له قيمة حقيقية: النية الصادقة والصورة المشروعة، يقول تعالى: ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) (الملك:2)، فأحسن العمل أخلصه وأصوبه، والله سبحـانه وتعـالى لا يقبل العمل إلا إذا كان خالصا صوابا، فإذا كان صـوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، وإذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يحقق المقصود منه، وخلوصه: أن يكون لله.

      ومن حسن حظ المسلمين أن الله جعل لهم قدوة يقتدون بها، تتجسد فيها مكارم الأخلاق التامة، التي أخذت من ميراث جميع الرسل، وزادت عليه، [ ص: 189 ] فذلك هو رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أثنى الله عليه فقال: ( وإنك لعلى خلق عظيم ) (القلم:4)، وقال: ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) (الأحزاب:21).

      ويدخل في مكارم الأخلاق حسن الخلق والمعاشرة، الذي دعت إليه السنة، مثل قوله صلى الله عليه وسلم : ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم ) [1] . وحقيقة حسن الخلق بذل المعروف وكف الأذى، وطلاقة الوجه.. وهو مخالطة الناس بالجميل والبشر والتودد لهم، والإشفاق عليهم، واحتمالهم، والحلم عنهم، والصبر عليهم في المكاره، وترك الكبر والاستطالة عليهم، ومجانبة الغلظ عليهم والغضب والمؤاخذة.. فهل حسن الخـلـق هـو غريزة أم مـكتـسـب؟.. والصـحـيـح أن منه ما هـو غريزة، ومنـه ما يكتسب بالتخلق والاقتداء بغيره [2] .

      ومـن مـكارم الأخـلاق، التي عنيت بـها السنـة: التـعـامـل مع الناس بالرفق لا بالعنف، وباللين لا بالخشونة، وبالسماحة لا بالفظاظة، ومجاهدة نوازع الغضب، وعدم الانتصار للنفس، وكظم الغيظ، والعفو عند المقدرة، والحلم عند السورة، وتلك بعض مكارم الأخلاق، التي يرشد إليها قوله تعالى: ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) (الأعراف:199)، [ ص: 190 ] وقوله تعالى: ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) (الفرقان:63).

      وعن جابر، رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى ) [3] .. وفي هذا الحديث: الحض على السماحة في المعاملة واستعمال معالي الأخلاق، وترك المشاحة، والحض على ترك التضييق على الناس في المطالبة، وأخذ العفو عنهم [4] .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية