الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      معلومات الكتاب

      العمل الخيري في ضوء الحديث النبوي

      الدكتور / الداي ولد محمد ولد إيوه

      المبحث الثالث

      مبدأ الرحمة كقيمة خصوصية للبعثة المحمدية

      الإسـلام رسـالة خير وسلام ورحمة للبشرية كلها، دعا إلى التراحم، وجعل الرحمـة دلائل كمال الإيمان، عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من لا يرحم الناس، لا يرحمه الله عز وجل ) [1] . وهذا يدل على أن الرحمة ينبغي أن تتوسع لتشمل من عرفت ومن لم تعرف.

      والرحمة من مقاصد بعثة الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم ليكون رحمة للعالمين، قال تعالى: ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) (الأنبياء:107). فهو صلى الله عليه وسلم رحمة مهداة، كما وصفه ربه بها، وقد كانت هي الصفة البارزة في سلوكه، فقال جل شأنه: ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ) (التوبة:128).

      وبين سبحانه أنه بسبب رحمته لأصحابه استجابوا له وأطاعوه، فقال تعالى: ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) (آل عمران:159). [ ص: 55 ]

      التالي السابق


      الخدمات العلمية