أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو جعفر البغدادي، قال: حدثنا أبو علاثة محمد بن عمر بن خالد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا قال: حدثنا ابن لهيعة، أبو الأسود، عن عروة في ذكر وفاته صلى الله عليه وسلم قال: وقام يخطب الناس، ويوعد من قال قد مات بالقتل والقطع ويقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غشيته لو قد قام، قطع وقتل، عمر بن الخطاب وعمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم بن أم مكتوم قائم في مؤخر المسجد يقرأ
.
وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل. إلى قوله وسيجزي الله الشاكرين والناس في المسجد قد ملؤوه، ويبكون ويموجون لا يسمعون، فخرج على الناس فقال: يا أيها الناس هل عند أحد منكم من عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفاته فليحدنا قالوا: لا , قال: هل عندك يا عباس بن عبد المطلب عمر من علم؟ قال: لا , قال العباس: أشهد أيها الناس أن أحدا لا يشهد على النبي صلى الله عليه وسلم لعهد عهده إليه في وفاته، والله الذي لا إله إلا هو، لقد ذاق رسول الله صلى الله عليه وسلم الموت.
قال: وأقبل من السنح على دابته حتى نزل بباب المسجد، ثم أقبل مكروبا حزينا فاستأذن في بيت ابنته أبو بكر عائشة، فأذنت له فدخل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفي على الفراش والنسوة حوله، فخمرن وجوههن، واستترن من أبي [ ص: 218 ] بكر إلا ما كان من عائشة، فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحنا عليه يقبله ويبكي، ويقول: ليس ما يقول شيء , ابن الخطاب ثم غشاه بالثوب، ثم خرج سريعا إلى المسجد، يتوطأ رقاب الناس حتى آتى المنبر، وجلس توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده، رحمة الله عليك يا رسول الله، ما أطيبك حيا، وما أطيبك ميتا، عمر حتى رأى أبا بكر مقبلا إليه فقام إلى جانب المنبر ثم نادى الناس، فجلسوا وأنصتوا فتشهد أبو بكر بما علمه من التشهد، وقال: إن الله تبارك وتعالى نعى نبيكم إلى نفسه وهو حي بين أظهركم، ونعاكم إلى أنفسكم، فهو الموت حتى لا يبقى أحد إلا الله عز وجل قال الله تبارك وتعالى: أبو بكر، وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل إلى قوله وسيجزي الله الشاكرين فقال عمر: هذه الآية في القرآن والله ما علمت أن هذه الآية أنزلت قبل اليوم، وقال: قال الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم إنك ميت وإنهم ميتون ثم قال: قال الله تبارك وتعالى: كل شيء هالك إلا وجهه، له الحكم وإليه ترجعون وقال: كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام وقال: كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ثم قال: إن الله تبارك وتعالى عمر محمدا صلى الله عليه وسلم وأبقاه، حتى أقام دين الله، وأظهر أمر الله، وبلغ رسالة الله، وجاهد في سبيل الله، ثم توفاه الله على ذلك، وقد ترككم على الطريقة.
فلن يهلك هالك إلا من بعد البينة والشفاء , محمدا وينزله إلها، فقد هلك إلهه، واتقوا الله أيها الناس، واعتصموا بدينكم، وتوكلوا على ربكم، فإن دين الله قائم، وإن كلمة الله تامة، وإن الله ناصر من نصره، ومعز دينه، وإن كتاب الله عز وجل بين أظهرنا، وهو النور والشفاء وبه هدى الله فمن كان الله ربه فإن الله حي لا يموت، ومن كان يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم وفيه حلال الله وحرامه، والله لا نبالي من أجلب علينا من خلق الله، إن سيوف الله لمسلولة، ما وضعناها بعد ولنجاهدن من خالفنا كما جاهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يبقين أحد إلا على نفسه، ثم انصرف معه المهاجرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 219 ] وذكر الحديث من غسله وتكفينه، والصلاة عليه، ودفنه.
ويذكر عن أنه قال: كنت أتأول هذه الآية عمر بن الخطاب وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس، ويكون الرسول عليكم شهيدا فوالله إن كنت لأظن أنه سيبقى في أمته حتى يشهد عليها بآخر أعمالها، وأنه للذي حملني على أن قلت ما قلت أخبرنا محمد بن عبد الله، ومحمد بن موسى قالا: حدثنا أبو العباس هو الأصم، قال: حدثنا قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، يونس، عن قال: حدثنا ابن أبي إسحاق، حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن أن ابن عباس، رضي الله عنه ذكر له ما حمله على مقالته، التي قال حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر هذا. عمر بن الخطاب