الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 69 ] باب ما جاء في رؤية عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن كان معه من الصحابة في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام

                                        أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: قرأت على يحيى بن سعيد، عن عثمان بن غياث، قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، وحميد بن عبد الرحمن قالا: لقينا عبد الله بن عمر فذكرنا له القدر وما يقولون فيه فقال: إذا رجعتم إليهم فقولوا لهم: إن ابن عمر منكم بريء، وأنتم منه براء ثلاث مرات ثم قال: أخبرني عمر بن الخطاب أنهم بينما هم جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل حسن الوجه حسن الشعر عليه ثياب بياض، فنظر القوم بعضهم إلى بعض فقالوا: ما نعرف هذا.

                                        ولا هذا صاحب سفر، ثم قال: يا رسول الله آتيك؟ قال: نعم.

                                        قال: فجاء فوضع ركبتيه على ركبتيه ويديه على فخذيه.

                                        فقال: ما الإسلام؟ قال: "الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وحده، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة , وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت" .

                                        قال: فما الإيمان؟ قال: "أن تؤمن بالله وملائكته، والجنة، والنار، والبعث بعد الموت، والقدر كله" .

                                        قال: فما الإحسان؟ قال: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" [ ص: 70 ] .

                                        قال: فمتى الساعة؟ قال: "ما المسئول عنها بأعلم من السائل" .

                                        قال: فما أشراطها؟ قال: " أن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان، وولدت الإماء أربابهن.

                                        ثم قال: علي بالرجل , فطلبوه فلم يروا شيئا.

                                        فلبث يومين أو ثلاثا ثم قال: "يا ابن الخطاب أتدري من السائل عن كذا وكذا" ؟ قال: الله ورسوله أعلم.

                                        قال: "ذاك جبريل.

                                        جاءكم يعلمكم دينكم"
                                        ، وذكر الحديث رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن حاتم، عن يحيى بن سعيد وأخرجه من حديث كهمس بن الحسن، عن ابن بريدة قال فيه: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه فينا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال في كل ما نجيبه به: صدقت قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، رواه أبو هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بارزا للناس فأتاه رجل فقال: يا رسول الله.

                                        ما الإيمان؟ وقال في آخره: ثم أدبر الرجل فقال: "ردوا علي الرجل" فأخذوا ليردوا فلم يروا شيئا.

                                        فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم"
                                        أخرجاه في الصحيح.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية