الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري قال: أخبرنا جدي يحيى بن منصور القاضي، قال: حدثنا أحمد بن سلمة، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا زكريا بن عدي، قال: حدثنا عبيد الله وهو ابن عمرو الدقي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، قال: حدثنا جندب أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتوفى بخمس يقول: "قد كان لي منكم إخوة وأصدقاء، وإني أبرأ إلى كل خليل من خلته، ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا وإن ربي اتخذني خليلا كما اتخذ أبي إبراهيم خليلا.

                                        وإن قوما ممن كانوا يتخذون قبور أنبيائهم [ ص: 177 ] وصلحائهم مساجد، فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك"
                                        رواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم.

                                        قلت: وفي هذه الخطبة قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، قال: حدثنا أحمد بن مهدي بن رستم، قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن حنظلة الغسيل، قال: حدثنا عكرمة، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه بعصابة دسماء، ملتحفا بملحفة على منكبيه، فجلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه وقال: "أما بعد فإن الناس يكثرون وتقل الأنصار، حتى يكونوا في الناس مثل الملح في الطعام، فمن ولي منكم أمرا يضر فيه قوما، وينفع فيه آخرين، فليقبل من محسنهم، وليتجاوز عن مسيئهم" قال: فكان آخر مجلس فيه للنبي صلى الله عليه وسلم حتى قبض رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم، وغيره، عن عبد الرحمن بن الغسيل ووصيته بالأنصار: "من ولي من أمر الناس شيئا" ، إشارة منه إلى أن لا حق للأنصار في الخلافة بعده، والله أعلم.

                                        وقوله دسماء أراد به سوداء.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية