الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        وأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد إذ قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المصري، حدثنا يحيى بن أيوب العلاف، قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا يونس بن يزيد قال [ ص: 166 ] : حدثنا ابن غزية، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، أن أمه فاطمة بنت الحسين حدثته أن عائشة حدثتها أنها، كانت تقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة: "يا بنية أحني علي" ، فأحنت عليه، فناجاها ساعة، ثم انكشفت عنه وهي تبكي , وعائشة حاضرة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بساعة: "أحني علي يا بنية" فأحنت عليه فناجاها ساعة، ثم انكشفت تضحك قال: فقالت عائشة أي بنية أخبريني ماذا ناجاك أبوك؟ قالت فاطمة: أوشكت رأيته ناجاني على حال سر، وظننت أني أخبر بسره وهو حي قال: " فشق ذلك على عائشة أن يكون سرا دونها، فلما قبضه الله إليه قالت عائشة لفاطمة: ألا تخبريني بذلك الخبر؟ قالت: أما الآن فنعم ناجاني في المرة الأولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن في كل عام مرة، وأنه عارضني بالقرآن العام مرتين وأخبرني أنه لم يكن نبي كان بعده نبي إلا عاش بعده نصف عمر الذي كان قبله، وأخبرني، أن عيسى ابن مريم عليه السلام عاش عشرين ومائة سنة، فلا أراني إلا ذاهبا على رأس الستين " , فأبكاني ذلك وقال: " يا بنية إنه ليس أحد من نساء المسلمين أعظم رزنة منكم، فلا تكوني من أدنى امرأة صبرا وناجاني في المرة الآخرة، فأخبرني أني أول أهله لحوقا به وقال: "إنك سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من البتول مريم بنت عمران" ، فضحكت لذلك كذا في هذه الرواية وقد روي عن ابن المسيب أن عيسى ابن مريم عليه السلام حين رفع إلى السماء كان ابن ثلاث وثلاثين سنة وعن وهب بن منبه: اثنان وثلاثون سنة فإن صح قول ابن المسيب ووهب فالمراد من الحديث، والله أعلم [ ص: 167 ] ، بما يبقى في الأرض، بعد نزوله من السماء، والله أعلم.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية