الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد قال: أخبرنا تمتام، قال: حدثنا هدبة، قال: حدثنا همام، عن قتادة، عن أبي حسان، أن عليا، كان يأمر بالأمر فيقال قد فعلنا كذا وكذا، فيقول: صدق الله ورسوله، فقيل له: أشيء عهده إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فقال: ما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا خاصة دون الناس، إلا شيئا سمعته منه في صحيفة في قراب سيفي قال: فلم نزل به حتى أخرج الصحيفة، فإذا فيها: من أحدث حدثا أو أوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل وإذا فيها: إن إبراهيم حرم مكة، وإني أحرم مكة، وإني أحرم المدينة ما بين حرتيها وحماها.

                                        لا يختلى خلاها، ولا ينفر صيدها، ولا يلتقط لقطتها، إلا لمن أشاد بها.

                                        يعني منشدا، ولا يقطع شجرها إلا أن يعلف رجل بعيرا، ولا يحمل فيها سلاح لقتال، وإذا فيها: المؤمنون يكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم ألا لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده.


                                        [ ص: 229 ] وأما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن سوار، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن يحيى بن زهير، قال: حدثنا حماد بن عمرو النصيبي، عن السري بن خالد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يا علي أوصيك بوصية فاحفظها؟ فإنك لا تزال بخير ما حفظت وصيتي يا علي، يا علي إن للمؤمن ثلاث علامات: الصلاة والصيام والزكاة "، فذكر حديثا طويلا في الرغائب والآداب.

                                        وهو حديث موضوع، وقد شرطت في أول الكتاب ألا أخرج في هذا الكتاب حديثا أعلمه موضوعا.

                                        قال: أخبرنا أبو سعد الماليني، قال: حدثنا أبو أحمد بن عدي الحافظ، قال: حدثنا علي بن أحمد، قال: حدثنا أحمد بن سعد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حماد بن عمرو النصيبي ممن يكذب , ويضع الحديث، وفيما قرأنا على أبي عبد الله الحافظ في أول الكتاب المدخل، حماد بن عمرو النصيبي من أهل نصيبين يروي عن جماعة من الثقاة أحاديث موضوعة , وهو ساقط بمرة , قلت: ولحماد بن عمر قصة أخرى بإسناد آخر مسند مرسل، أخبرناه أبو عبد الرحمن السلمي، قال: حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن عثمان بن يحيى، قال: حدثنا أبو عمر بن السماك، قال: حدثنا الحسين بن علي القطان، قال: حدثنا إسماعيل بن عيسى، قال: حدثنا حماد بن عمرو، قال: حدثنا زيد بن رفيع، عن مكحول الشامي قال: هذا ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه حين رجع من غزوة حنين، وأنزلت عليه [ ص: 230 ] سورة النصر فذكر حديثا طويلا في الفتنة، وهو أيضا حديث منكر ليس له أصل.

                                        وفي الأحاديث الصحيحة كفاية، وبالله التوفيق.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية