الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق، قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زائدة بن قدامة، قال: حدثنا موسى بن أبي عائشة، عن عبيد الله بن عبد الله قال: دخلت على عائشة فقلت: ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: بلى، ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أصلى الناس؟" فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله فقال: "ضعوا لي ماء في المخضب" قالت: ففعلنا، فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: "أصلى الناس؟" فقلنا: لا , هم ينتظرونك يا رسول الله فقال: "ضعوا لي ماء في المخضب" قالت: ففعلنا، ثم ذهب لينوء، فأغمي عليه ثم أفاق فقال: "أصلى الناس؟" فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله فقال: "ضعوا لي ماء في المخضب" قالت: ففعلنا، فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: "أصلى الناس؟" فقلنا: لا وهم ينتظرونك، والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء.

                                        قالت: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر يصلي بالناس قالت فأتاه الرسول فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تصلي بالناس فقال أبو بكر، وكان رجلا رقيقا: يا عمر صل [ ص: 191 ] بالناس: فقال له عمر: أنت أحق بذلك مني.

                                        قالت: فصلى بهم أبو بكر تلك الأيام.

                                        ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد من نفسه خفة، فخرج بين رجلين أحدهما العباس لصلاة الظهر، وأبو بكر يصلي بالناس، قالت: فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر، فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يتأخر وقال لهما: أجلساني إلى جنبه، فأجلساه إلى جنب أبي بكر قالت: فجعل أبو بكر يصلي وهو قائم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والناس يصلون بصلاة أبي بكر والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد قال عبيد الله: فدخلت على عبد الله بن عباس، فقلت: ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هات فعرضت عليه حديثهما فما أنكر منه شيئا، غير أنه قال: سمت لك الرجل الآخر الذي كان مع العباس؟ قال: قلت: لا قال: هو علي رضي الله عنه.


                                        رواه البخاري، ومسلم في الصحيح، عن أحمد بن يونس وفي هذه الرواية الصحيحة، أن النبي صلى الله عليه وسلم تقدم في تلك الصلاة، وعلق أبو بكر رضي الله عنه صلاته بصلاته.

                                        وكذلك رواه الأسود بن يزيد، وابن أختها عروة بن الزبير، وكذلك رواه الأرقم بن شرحبيل، عن عبد الله بن عباس.

                                        وقد أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي قال: أخبرنا أبو حامد بن الشرقي، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال: حدثنا شبابة بن سوار، قال: حدثنا شعبة، عن نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة قالت: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه خلف أبي بكر قاعدا، وكذلك روي عن الأسود، عن عائشة في إحدى الروايتين عن الأعمش.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية