الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي، قال: حدثنا الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي، قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا سيار بن حاتم، قال: حدثنا عبد الواحد بن سليمان الحارثي، قال: حدثنا الحسن بن علي، عن محمد بن علي قال: لما كان قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث، هبط إليه جبريل عليه السلام.

                                        فقال: يا محمد إن الله أرسلني إليك إكراما لك، وتفضيلا لك وخاصة لك [ ص: 211 ] يسألك عما هو أعلم به منك: يقول: كيف تجدك؟: " أجدني يا جبريل مغموما، وأجدني يا جبريل مكروبا.

                                        فلما كان يوم الثاني، هبط إليه جبريل عليه السلام فقال له مثل ذلك.

                                        فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أجدني يا جبريل مغموما، وأجدني يا جبريل مكروبا" ، فلما كان يوم الثالث، هبط إليه جبريل معه ملك الموت، ومعهما ملك في الهواء يقال له إسماعيل على سبعين ألف ملك، كل ملك منهم على سبعين ألف ملك قال: فسبقهم جبريل فقال: يا أحمد إن الله أرسلني إليك إكراما لك، وتفضيلا لك، وخاصة لك، يسألك عما هو أعلم به منك.

                                        يقول: كيف تجدك؟ قال: "أجدني يا جبريل مغموما، وأجدني يا جبريل مكروبا" قال: واستأذن ملك الموت على الباب فقال له جبريل: يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك، ولم يستأذن على آدمي قبلك، ولا يستأذن على آدمي بعدك فقال: "ائذن له ياجبريل" فقال: عليك السلام يا أحمد، إن الله أرسلني إليك، وأمرني أن أطيعك فيما أمرتني، إن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها، وإن أمرتني أن أتركها، تركتها قال: "وتفعل ذلك يا ملك الموت" قال: نعم بذلك أمرت , قال جبريل: يا أحمد إن الله قد اشتاق إلى لقائك قال: "يا ملك الموت، امض لما أمرت به" قال: فأتاهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال: السلام عليكم لأهل البيت ورحمة الله وبركاته، إن في الله خلفا من كل هالك وعزاء من كل مصيبة، ودركا من كل فائت، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب
                                        قلت: قوله: إن الله قد اشتاق إلى لقائك، إن صح إسناد هذا الحديث فإنما معناه قد أراد في قربتك وكرامتك.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية