الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو النضر محمد بن محمد الفقيه، قال: حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال: قلت لأبي اليمان: أخبرك شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري؟ قال: حدثني عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته: أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من [ ص: 280 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله على رسوله، وفاطمة حينئذ تطلب صدقة النبي صلى الله عليه وسلم التي بالمدينة وفدك، وما بقي من خمس خيبر قالت عائشة: فقال أبو بكر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا نورث، ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال يعني مال الله ليس لهم أن يزيدوا على المأكل، وإني والله لا أغير صدقات النبي صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , ولأعملن فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها , فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا.

                                        فوجدت فاطمة على أبي بكر من ذلك , فقال أبو بكر لعلي رضي الله عنهما: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي، فأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الصدقات فإني لا آلو فيها عن الخير، وإني لم أكن لأترك فيها أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيها إلا صنعته
                                        وأخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة قال: أخبرنا أبو محمد أحمد بن إسحاق بن البغدادي بهراة قال: أخبرنا علي بن محمد بن عيسى، قال: حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب، فذكر هذا الحديث بإسناده ونحوه بزيادات كثيرة , فكان فيما زاد قال: فتشهد علي، وقال: قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك، وما قد أعطاك الله، وإنا لم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك، ولكنك استبددت علينا بأمر، وكنا نرى أن لنا حقا وذكر علي رضي الله عنه قرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقهم، فلم يزل علي يتكلم حتى فاضت عينا أبي بكر، فلما تكلم أبو بكر قال: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي.

                                        رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان، وذكر بعضها، روينا في هذا [ ص: 281 ] الإسناد عن علي رضي الله عنه.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية