الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 282 ] باب تسمية أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأولاده رضي الله عنهم

                                        أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني الحجاج بن أبي منبع، قال: حدثنا جدي وهو عبيد الله بن أبي زياد الرصافي، عن الزهري قال: أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد بن أسد، فولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: القاسم به كان يكنى، والطاهر وزينب ورقية وأم كلثوم، وفاطمة فأما زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف في الجاهلية، فولدت لأبي العاص جارية اسمها أمامة , فتزوجها علي بن أبي طالب بعدما توفيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتل علي رضي الله عنه وعنده أمامة فخلف على أمامة بعده المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، فتوفيت عنده , وأم أبي العاص بن الربيع هالة بنت خويلد بن أسد، وخديجة خالته أخت أمه وأما رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها عثمان بن عفان في الجاهلية فولدت [ ص: 283 ] له عبد الله بن عثمان، به كان يكنى عثمان أول مرة حتى كني بعد ذلك بعمرو بن عثمان، وبكل قد كان يكنى، ثم توفيت رقية زمن بدر، فتخلف عثمان على دفنها، فذلك منعه أن يشهد بدرا، وقد كان عثمان بن عفان هاجر إلى أرض الحبشة، وهاجرت معه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفيت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قدم زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيرا بفتح بدر فأما أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها أيضا عثمان بعد أختها رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم توفيت عنده لم تلد له شيئا.

                                        وأما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها علي بن أبي طالب فولدت له الحسن بن علي الأكبر وحسين بن علي، وهو المقتول بالعراق بالطف، وزينب وأم كلثوم فهذا ما ولدت فاطمة من علي.

                                        فأما زينب فتزوجها عبد الله بن جعفر فماتت عنده، وقد ولدت له علي بن عبد الله، وأخا له آخر يقال له عوف، وأما أم كلثوم تزوجها عمر بن الخطاب، فولدت له زيد بن عمر، ضرب ليالي قتال ابن مطيع ضربا لم يزل ينهم منه حتى توفي، ثم خلف على أم كلثوم بعد عمر عون بن جعفر، فلم تلد له شيئا حتى مات، ثم خلف على أم كلثوم بعد عون بن جعفر محمد بن جعفر، فولدت له جارية يقال لها بثينة، بعثت من مكة إلى المدينة على سرير فلما قدمت المدينة توفيت، ثم خلف على أم كلثوم بعد عمر بن الخطاب وعون بن جعفر ومحمد بن جعفر، عبد الله بن جعفر، فلم تلد له شيئا حتى ماتت عنده.

                                        وتزوجت خديجة بنت خويلد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين، الأول منهم عتيق بن عائد بن مخزوم، فولدت له جارية فهي أم محمد بن صيفي، ثم خلف على خديجة بنت خويلد بعد عتيق بن عائد، أبو هالة التميمي، وهو من بني أسيد بن عمرو بن تميم، فولدت له هند بن هند بن أبي هالة، وتوفيت خديجة بمكة [ ص: 284 ] قبل خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وقبل أن تفرض الصلاة.

                                        وكانت أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء، فزعموا والله أعلم، أنه سئل عنها.

                                        فقال: لها بيت من قصب اللؤلؤ، لا صخب فيه ولا نصب ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أري في النوم مرتين يقال له هي امرأتك، وعائشة يومئذ ابنة ست فنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وهي بنت ست سنين، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى بعائشة بعدما قدم المدينة، وعائشة يوم بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنة تسع سنين، وهي عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن لؤي بن غالب بن فهر، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرا واسم أبي بكر: عتيق، واسم أبي قحافة: عثمان وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قراط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، وكانت قبله تحت ابن حزاقة بن قيس بن عدي بن حزاقة بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر مات عنها مؤمنا وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وكانت قبله تحت أبي سلمة واسمه عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم , فولدت لأبي سلمة سلمة بن أبي سلمة، ولد بأرض الحبشة، وزينب بنت أبي سلمة، وكان أبو سلمة وأم سلمة ممن هاجر إلى أرض الحبشة، وكانت أم سلمة من آخر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وفاة بعده، ودرة بنت أبي سلمة وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر، وكانت قبله تحت السكران بن عمرو بن عبد شمس بن عبد وائل بن [ ص: 285 ] نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر كانت قبله تحت عبيد الله بن جحش بن رئاب بن بني أسيد بن خزيمة مات بأرض الحبشة نصرانيا، وكانت معه بأرض الحبشة، فولدت أم حبيبة لعبيد الله بن جحش جارية يقول لها: حبيبة واسم أم حبيبة: رملة , أنكح رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة عثمان بن عفان من أجل أن أم حبيبة أمها صفية بنت أبي العاص، وصفية عمة عثمان بن عفان أخت عفان لأبيه وأمه، وقدم بأم حبيبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم شرحبيل ابن حسنة وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش بن رياب بن أسد بن خزيمة , وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم , كانت قبله تحت زيد بن حارثة الكلبي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكر الله عز وجل في القرآن اسمه وشأنه وشأن زوجه وهي أول نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاة بعده وهي أول امرأة جعل عليها النعش، جعلت لها أسماء بنت عميس الخثعمية ، وهي أم عبد الله بن جعفر كانت بأرض الحبشة، وإنهم يصنعون النعش، فصنعته لزينب يوم توفيت.

                                        وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة وهي أم المساكين، وهي من بني عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة.

                                        كانت قبله تحت عبد الله بن جحش بن رئاب، قتل يوم أحد، فتوفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي، لم تلبث معه إلا يسيرا.

                                        وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة بنت الحارث بن حرب بن بحير بن الهرم رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، وهي التي وهبت [ ص: 286 ] نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، تزوجت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين، الأول منهما ابن عبد ياليل بن عمرو الثقفي، مات عنها، ثم خلف عليها أبو رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر وسبى رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن الحارث بن عائد بن مالك بن المصطلق من خزاعة.

                                        والمصطلق اسمه خزيمة، يوم واقع بني المصطلق بالمريسيع، وسبى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير يوم خيبر، وهي عروس بكنانة بن أبي الحقيق، فهذه إحدى عشرة امرأة دخل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقسم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته لنساء رسول الله صلى الله عليه وسلم اثني عشر ألف درهم لكل امرأة، وقسم لجويرية وصفية ستة آلاف درهم لأنهما كانتا سبيا.

                                        وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم لهما وحجبهما.

                                        وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم العالية بنت طبيان بن عمرو من بني أبي بكر بن كلاب، فدخل بها، فطلقها.

                                        قال يعقوب: قال حجاج: وحدثني جدي قال: حدثني محمد بن مسلم يعني الزهري عن عروة بن الزبير، أخبره أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: فدل الضحاك بن سفيان من بني أبي بكر بن كلاب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: وبيني وبينها الحجاب، يا رسول الله هل لك في أخت أم شبيب؟ وأم شبيب امرأة الضحاك وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من بني عمر بن كلاب، أخي أبي بكر بن كلاب، وهم رهط زفر بن الحارث، فأنبئ أن بها بياضا فطلقها، ولم يدخل بها .

                                        [ ص: 287 ] وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أخت بني الجون الكندي، وهم حلفاء في بني فزارة، فاستعاذت منه فقال: لقد عذت بعظيم: الحقي بأهلك فطلقها، ولم يدخل بها قال: وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سرية يقال لها مارية، فولدت له غلاما اسمه إبراهيم، فتوفي وقد ملأ المهد، وكانت له وليدة، يقال لها ريحانة بنت شمعون من أهل الكتاب من بني خناقة، وهم بطن من بني قريظة، أعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويزعمون أنها قد احتجبت.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية