الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: حدثنا [ ص: 169 ] أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثنا يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصدع، وأنا أشتكي رأسي، فقلت: وارأساه فقال: "بل أنا والله ياعائشة وارأساه" .

                                        ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وما عليك لو مت قبلي فوليت أمرك، وصليت عليك وواريتك فقلت: والله إني لأحسب أنه لو كان ذلك، لقد خلوت ببعض نسائك في بيتي آخر النهار فأعرست بها، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تمادى برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه , فاستقر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدور على نسائه في بيت ميمونة، فاجتمع إليه أهله فقال العباس: إنا لنرى برسول الله صلى الله عليه وسلم ذات الجنب، فهلموا فلنلده، فلدوه، وأفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "من فعل هذا؟" فقالوا: عمك العباس تخوف أن تكون بك ذات الجنب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنها من الشيطان , وما كان الله ليسلطه علي، لا يبقى في البيت أحد إلا لددتموه، إلا عمي العباس، فلد أهل البيت كلهم، حتى ميمونة، وإنها الصائمة يومئذ" ، وذلك بعين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، يمرض في بيتي، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتي، وهو بين العباس وبين رجل آخر - لم تسمه تخط قدماه بالأرض إلى بيت عائشة
                                        [ ص: 170 ] قال عبيد الله: فحدثت هذا الحديث ابن عباس فقال: تدري من الرجل الآخر الذي مع العباس، لم تسمه عائشة؟ قلت: لا قال: هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية