الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 15 ] باب رؤية طلحة بن عبيد الله التيمي رضي الله عنه في منامه ما يدل على ذلك

                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ومحمد بن موسى بن الفضل قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن لهيعة، ويحيى بن أيوب، وحيوة بن شريح، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، أن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي حدثه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن طلحة بن عبيد الله التيمي، أن رجلين من بلي قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فكان إسلامهما معا , وكان أحدهما أشد اجتهادا من الآخر، فغزا المجتهد فاستشهد ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم توفي.

                                        فقال طلحة: بينا أنا عند باب الجنة - يعني في النوم - إذا أنا بهما فخرج خارج من الجنة , فأذن للذي مات الآخر منهما، ثم رجع فأذن للذي استشهد، ثم رجع إلي فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد.

                                        فأصبح طلحة، فحدث الناس فعجبوا , فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "من أي ذلك تعجبون؟" قالوا: يا رسول الله، هذا الذي كان أشد الرجلين [ ص: 16 ] اجتهادا فاستشهد في سبيل الله فدخل الآخر الجنة قبله , قال: "أليس قد مكث هذا بعده سنة وأدرك رمضان فصامه؟" قالوا: بلى "وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة" ؟ قالوا.

                                        بلى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض"
                                        تابعه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة وقيل: عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة في رؤيا طلحة موصولا.

                                        والصحيح أنه مرسل حسن.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية