الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 100 ] باب ما جاء في أن مع كل أحد قرينه من الجن، وأن الله تعالى أعان رسوله صلى الله عليه وسلم على قرينه، فلم يأمره إلا بخير

                                        أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، قال: حدثنا الأسود بن عامر، قال: حدثنا سفيان، وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن منصور، عن سالم هو ابن أبي الجعد، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن، وقرينه من الملائكة، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: وإياي ولكن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير " , هكذا قرئ على شيخنا بضم الميم.

                                        وكذلك قيده في كتابه وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو صادق محمد بن أبي الفوارس العطار قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا هارون بن سليمان [ ص: 101 ] الأصبهاني، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، فذكره عاليا إلا أنهما لم يقيما إسناده.

                                        رواه مسلم في الصحيح، عن محمد بن مثنى ومحمد بن بشار، عن عبد الرحمن وأراد والله أعلم بالجن والشيطان فقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا شعبة، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبيه، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا له شيطان" .

                                        فقالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ فقال: "ولا أنا , ولكن الله أعانني بإسلامه، أو أعانني عليه حتى أسلم"
                                        قوله في هذه الرواية: "ولكن الله أعانني بإسلامه" إن كان هو الأصل يؤكد قول من زعم أن قوله: فأسلم من الإسلام دون السلامة، وكأن شعبة أو من دونه شك فيه.

                                        وذهب محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله إلى أنه من الإسلام، واستدل بقوله: "فلا يأمرني إلا بخير" قال: ولو كان على الكفر لم يأمر بخير.

                                        وزعم أبو سليمان الخطابي رحمه الله أن الرواة يروون؛ فأسلم من الإسلام إلا سفيان بن عيينة.

                                        فإنه كان يقول: فأسلم: أي أجد السلامة منه.

                                        وقال: إن الشيطان لا يسلم قط.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية