أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله الأصبهاني، قال: حدثنا الحسن بن الجهم، قال: حدثنا الحسين بن الفرج، قال: حدثنا الواقدي، قال: حدثنا أبي ابن عباس بن سهل بن سعد، عن أبيه، عن جده، قال: لما أدرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكفانه وضع على سريره، ثم وضع على شفير حجرته، ثم كان الناس يدخلون عليه رفقا رفقا، لا يؤمهم أحد.
قال الواقدي: حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم قال: وجدت صحيفة كتابا بخط أبي فيه: أنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع على سريره، دخل أبو بكر وعمر [ ص: 251 ] ومعهما نفر من المهاجرين والأنصار، قدر ما يسع البيت وقالا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، وسلم المهاجرون والأنصار كما سلم ثم صفوا صفوفا، لا يؤمهم عليه أحد، فقال أبو بكر، أبو بكر وعمر وهما في الصف الأول حيال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إنا نشهد أن قد بلغ ما أنزل إليه، ونصح لأمته، وجاهد في سبيل الله، حتى أعز الله تعالى دينه، وتمت كلمته، وأومن به وحده، لا شريك له، فاجعلنا إلهنا ممن يتبع القول الذي أنزل معه، واجمع بيننا وبينه، حتى تعرفه بنا، وتعرفنا به، فإنه كان بالمؤمنين رؤوفا رحيما لا نبغي بالإيمان بدلا، ولا نشتري به ثمنا أبدا، فيقول الناس: آمين آمين , فيخرجون، ويدخل آخرون، حتى صلى عليه الرجال، ثم النساء، ثم الصبيان.