[ 6436 ] وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا : حدثنا ، حدثنا أبو العباس الأصم ، قال : قال يحيى بن أبي طالب أبو نصر - يعني عبد الوهاب - سئل الكلبي - وأنا شاهد عن قول الله عز وجل : ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ، ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) .
[ ص: 170 ] فقال : حدثنا عن أبو صالح : أنه كان في عبد الرحمن بن غنم مسجد دمشق مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم ، فقال معاذ بن جبل : يا أيها الناس إن أخوف ما أخاف عليكم عبد الرحمن ، فقال الشرك الخفي : اللهم غفرا أوما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حيث ودعنا ؟ : معاذ بن جبل . " إن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرتكم هذه ولكن يطاع فيما تحتقرون من أعمالكم ، فقد رضي "
فقال : أنشدك الله يا عبد الرحمن معاذ أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : . " من صام رياء فقد أشرك ، ومن تصدق رياء فقد أشرك ، ومن صلى رياء فقد أشرك "
فقال معاذ : فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) .
قال : فشق على القوم ذلك واشتد عليهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أولا أفرجها عنكم ؟ " .
قال : فقالوا : بلى يا رسول الله فرج الله عنك الهم والأذى . قال : " هي مثل الآية التي في الروم : ( وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله ) " .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من عمل رياء لم يكتب له ولا عليه " . لما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : (
قال رحمه الله : وهذا إن صح يشهد لما اختاره الإمام أحمد من الوجه الآخر . الحليمي
قوله : " فقد أشرك " يريد به - والله أعلم - فقد أشرك في إرادته بعمله غير الله فيقول الله عز وجل : . " أنا منه بريء وهو للذي أشرك "
[ 6437 ] أخبرنا ، أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، حدثنا أبو الحسن الطرائفي ، حدثنا عثمان بن [ ص: 171 ] سعيد ، عن عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح علي بن أبي طلحة ، عن في قوله عز وجل : ( ابن عباس فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ، ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) .
أنزلت في المشركين الذين عبدوا مع الله غيره ، وليست هذه في المؤمنين ، وفي قوله : ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون )
هم المنافقون كانوا يراؤون المؤمنين بصلاتهم إذا حضروا ، ويتركونها إذا غابوا ، ويمنعونهم العارية بغضه لهم وهي " الماعون " . كذا رواه علي بن أبي طلحة .
[ 6438 ] وقد أخبرنا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني ، حدثنا جدي ، حدثنا ، حدثنا نعيم بن حماد ، أخبرنا ابن المبارك ، عن معمر ، عن عبد الكريم الجزري طاوس ، عن قال : ابن عباس قال رجل : يا رسول الله ، إني أقف الموقف أريد وجه الله ، وأريد أن يرى موطني ، فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت : ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ، ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) .
ورواه عبدان عن فأرسله ولم يذكر فيه ابن المبارك . ابن عباس
[ ص: 172 ]