الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 6270 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو زكريا العنبري ، حدثنا محمد بن عبد السلام ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا حكام بن سلم الرازي - وكان ثقة - حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس ، عن قيس بن عباد ، عن ابن عباس في قوله عز وجل : ( وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ) الآية ، [ ص: 67 ] قال : إن الناس بعد آدم وقعوا في الشرك اتخذوا هذه الأصنام ، وعبدوا غير الله عز وجل ، قال : فجعلت الملائكة يدعون عليهم ، ويقولون : ربنا خلقت عبادك فأحسنت خلقتهم ، ورزقتهم فأحسنت رزقهم ، فعصوك ، وعبدوا غيرك اللهم اللهم . . . يدعون عليهم فقال لهم الله تبارك وتعالى : " إنهم في غيب ، فجعلوا لا يعذرونهم قال : اختاروا منكم اثنين أهبطهما إلى الأرض ، فآمرهما وأنهاهما ، فاختاروا هاروت وماروت قال : وذكر الحديث بطوله فيهما وقال فيه : شربا الخمر وانتشيا ووقعا بالمرأة وقتلا النفس وكثر اللغط فيما بينهما وبين الملائكة ، فنظروا إليهما ، وما يعملان " ففي ذلك أنزل الله عز وجل : ( والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ) الآية .

قال فجعل بعد ذلك الملائكة يعذرون أهل الأرض ويدعون لهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية