الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 6239 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن المقرئ ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي ، حدثنا عمرو بن مرزوق ، أخبرنا عمران القطان ، عن قتادة ، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير ، عن عياض بن حمار قال : قلت : [ ص: 48 ] يا رسول الله الرجل يسبني قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المستبان شيطانان يتهاتران ، ويتكاذبان " وإن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " المستبان ما قالا فعلى البادئ أن لا يعتدي المظلوم " .

[ 6240 ] أخبرنا أبو الحسن ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، حدثنا يوسف بن يعقوب ، حدثنا أبو الربيع ، حدثنا إسماعيل بن جعفر ، حدثنا العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : " المستبان ما قالا فعلى البادئ ما لم يعتد المظلوم " .

رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة ، وغيره عن إسماعيل .

قال الشيخ رضي الله عنه : وهذا يدل على جواز الانتصار ما لم يوجد منه عدوان ، وعندي أنه ليس المراد أن يقابله بمثل قذفه أو سبه ، ولكنه يكذبه فيما يقول ، وينسبه إلى الظلم والعدوان بما يقول ، وقد فرق الحليمي رحمه الله بين الأعراض والدماء والأموال حين كان القصاص مشروعا في الدماء والأموال دون الأعراض بأن القصاص لا يتحقق في الأعراض ، وذلك لأن الرجل إذا قال لآخر : يا زان ، فقد نال بهذا القول من عرضه شيئا ؛ لأن السامعين يرون أنه علم منه ما قال ، فلذلك رماه به ، فإذا قال له المقذوف : بل ، أنت الزاني ، لم يقع قوله هذا له ذلك الموقع ؛ لأنه [ ص: 49 ] خرج مخرج المجازاة ، فيقع للسامعين أن قذف الأول هو الذي حمله على ما قال دون علم كان عنده به ، فلا يتغير من صورته عندهم بالجواب ما يتغير من صورة المقذوف أولا بابتداء القذف ، فلم يكن بذلك نائلا من عرضه مثلما نال من عرضه ، فلم يكن ذلك قصاصا وبسط الكلام فيه .

وقد روينا فيما تقدم عن جابر بن سليم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تسبن أحدا " قال : فما سببت بعده حرا ولا عبدا ، ولا بعيرا ولا شاة قال : " وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه ، فإنما وبال ذلك عليه " .

[ 6241 ] أخبرناه أبو علي الروذباري ، أخبرنا أبو بكر بن داسة ، حدثنا أبو داود ، حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى ، عن أبي غفار ، حدثنا أبو تميمة الهجيمي ، عن أبي جري جابر بن سليم . . . فذكره .

التالي السابق


الخدمات العلمية